طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

لكيْ يكون لوقفتنا..معنى

بقلم: أسامة إفراح
06 جانفي 2019

لطالما تساءلت بيني وبين نفسي: لماذا نعدّ الحصيلة السنوية وننشرها نهاية كل سنة؟ لماذا نقوم بذلك، سواء عن قصد أو عن غير قصد، مع ذواتنا أيضا؟ لماذا نحاول أن نحدّد في حياتنا مواقيت ومعالم نعود فيها إلى ما مضى؟
قد يكون الجواب هو الوقفة..وقفة مع أنفسنا، نجعل منها معلما نستنجد به كي لا نتيه في زمن التيه هذا..وقفة نحاسب فيها أنفسنا قبل أن يحاسبنا غيرنا..وقفة تجعلنا نرى انعكاسنا في المرآة، دون تجميل ولا تحسين، لا جلدا للذات وإنما سعيا إلى اكتشاف حقيقتها..
إن الوقوف على ما كان، إن لم يكن من أجل تحسين ما هو آت، فلا فائدة منه تُرجى، لأننا إذ ذاك نقلّد غيرنا على غير هدى..وإذا كان هدف التذكّر هو فقط الاستذكار، فإننا بذلك لم نفهم الدرس جيدا، ليس بالضرورة لأنّنا تلاميذ سيّئون، ولكن أيضا لأنّنا لم نتلقّ المنهجية الضّرورية للتفكير السليم.
ونحن نقرأ حصيلة الثّقافة لهذه السنة، أو أي قطاع آخر من القطاعات، يجب علينا أن نضع نصب أعيننا السنة المقبلة، وأن نجعل ممّا سبق وقوعه من أحداث ذخرا لفهم القادم منها، وإلا فسيكون كتابة الحصيلة وقراءتها مجرّد ملهاة أو مضيعة للوقت، في زمن يعتبر فيه تضييع الوقت من الكبائر..
إنّ التواريخ التي نجدها على الرزنامة، من أيام وأسابيع وشهور وسنوات وقرون، لا تعدو عن كونها معالم ننطلق منها لنتمكن من القراءة على خريطة الزمن..أقول ننطلق..لأنّنا إن نحن بقينا في مواقعنا، لا نتقدّم قيد أنملة، فإنّ الزمن سيتجاوزنا لا محالة..من أجل ذلك، لنجعل تواريخنا مناسبات للتقييم بدل التقويم، ولتكن الحصيلة نهاية لسنة منقضية ثابتة، ولكن أيضا بداية لسنة عنوانها الانطلاق والحركة..وهكذا قد يكون لوقفتنا معنى..