طباعة هذه الصفحة

المنافسة تبدأ بالجودة..

أمين بلعمري
12 فيفري 2019

لا يكفي أن يكون منتوجك رخيصا لكي يكون تنافسيا في الأسواق العالمية، لكن لابد أن يكون ذا جودة أوعلى الأقل يستجيب للمعايير المتعارف عليها عالميا.
تعتزم الجزائر في إطار تنويع الاقتصاد الوطني والخروج التدريجي من التبعية للمحروقات ومن القاعدة القاتلة «المنتوج الوحيد والشريك الوحيد» التي رهنت اقتصاديات الكثير من الدول ودمرتها؟.
الجزائر تحاول اليوم أن ترافق خطوة الخروج من نظرية الشريك الوحيد ببناء شركات متعددة مع الكثير من البلدان ضمن قاعدة «رابح - رابح» وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير من خلال إبرام صفقات مهمة مع دول مختلفة ليس من الصف الأول ولكن مع الدول الناشئة ودول عربية كذلك في العديد من المجالات في إطار الإرادة السياسية للدولة الجزائرية الرامية إلى تنويع الاقتصاد وتنويع الشركاء في الوقت نفسه وذلك بهدف بعث النسيج الصناعي الوطني من جهة وتوسيعه أكثر من خلال هذه الشراكات المختلفة حتى لا تبقى البلاد رهينة تقلبات أسعار أسواق النفط؟.
هذا المسار الذي يؤسس لمنتوج وطني سيوجه جزء منه إلى التصدير نحو أسواق أخرى، متشبعة في الأصل، والذي يصنع الفارق في مثل هذه الحالات هو جودة المنتوج الذي تسعى الجزائر من خلاله خوض تجربة التصدير، لهذا يجب أن يراعي هذا الأخير عاملين أساسيين وهما أن يكون بأسعار تنافسية وبجودة عالية تضمن له مكانا في السوق الوطنية والدولية.
هناك مؤشرات إيجابية فالمنتوج الوطني أصبح يستعيد تدريجيا الثقة لدى المواطن الجزائري الذي أصبح يفضل اقتناء المنتوج المحلي لأسعاره المقبولة ونوعيته الجيدة، مقارنة مع منتوجات أخرى مستوردة معروضة بأبخس الأثمان ولكنها لا تتوفر على أدنى شروط النوعية والأمان ؟.
استطاع المواطن الجزائري التخلص من عقدة الخارج «جاي من لهيه» وثقافة استهلاك ما هو محلي تزداد رقعتها اتساعا والكثيرون تخلصوا من عقدة ارتداء ملابس منتجة محليا وهذا في حد ذاته خطوة كبيرة نحو تشجيع الإنتاج الوطني فالمنتوج الذي لا يحظى بثقة الجزائريين لا ننتظر منه أن ينافس خارجها، لهذا لا بد من مراعاة الجودة في الإنتاج المحلي ووزير الصناعة والمناجم بعث من منتدى الشعب برسائل مطمئنة تعكس إرادة سياسية قوية في محاربة ثقافة الخردة و»البريكولاج».