طباعة هذه الصفحة

قرارات فاصلة

فنيدس بن بلة
11 مارس 2019

على نفس المنوال وبصراحته المعهودة كشف الرئيس بوتفليقة مرة أخرى مدى التزاماته بالوفاء لبقاء الجزائر آمنة مستقرة تواجه المتغيرات باستقلالية قرار وسيادته.ظهر هذا جليا في ثاني رسالة له إلى الأمة منذ بدء المسيرات السلمية التي تطالب بالإصلاحات العميقة وبالتغيير الذي يأخذ في الاعتبار ملامح جديدة للجمهورية وتكييفها مع الظرف استجابة للطموح والتطلع.
برزانته ورؤيته الاستشرافية للآتي المتغير خاطب الرئيس مختلف الفئات العمرية التي انخرطت في الوقفات والمسيرات السلمية ليؤكد أن رسالتهم وصلت واضحة غير مشفرة وأنه ذاهب إلى الأبعد في مسار الإصلاحات التي ظل على الدوام يرافع من أجلها في مختلف محطات العهدات الرئاسية التي تولاها في سبيل التقويم والتجدد، أعطاها هذه المرة عمقا. تضمنتها قرارات جريئة يعول عليها في السير بالجزائر إلى بر الاستقرار قوية بشعبها متلاحمة بمكوناتها معزّزة بأصالتها وهويتها وتفتحها.
جزائر تسير بخطى ثابتة تتغير وتتجدد دون التنازل عن قيمها وثوابتها ومرجعيتها. وهي قيم تضمنتها الشعارات التي رفعت في المسيرات السلمية في مختلف جهات الوطن أظهرت التلاحم والتآزر، أعطت لباقي شعوب المعمورة الدرس وكشفت عن عبقرية الجزائري ورفعه التحدي في كل الظروف.
هذا التحدي الجزائري هو الذي أعطاه الرئيس بوتفليقة قوة وانطلاقة جديدة من خلال جملة القرارات المعلن عنها في رسالته إلى الأمة.
من هذه القرارات الحاسمة في ظرف خاص تعيشه الجزائر تأجيل الرئاسيات إلى موعد لاحق وعدم ترشح الرئيس فيها لأسباب صحية كشف عنها صراحة وبلغة واضحة. تشكيل حكومة تكنوقراطية من كفاءات يعوّل عليها في إدارة الشأن العام في انتظار ما يفرزه الاستحقاق الرئاسي القادم الذي تحدده باستقلالية ندوة وطنية مستقلة ترأسها شخصية وطنية. وهي ندوة تسند لها مهام ضبط الأولويات وتحديد أسس ومضامين الإصلاحات المتعددة الأوجه وفتح نقاش عميق حول دستور جديد يرسم معالم الجمهورية الجديدة محل الطلب والانتظار.
بهذه القرارات المصيرية أظهر الرئيس بوتفليقة استجابة للنداءات المطالبة بجزائر أخرى تحارب الفساد وتتكفل بانشغالات أبنائها بروح المسؤولية والتحدي. بهذه القرارات بعث الرئيس للشباب والشرائح الأخرى التي حيا فيها سلوكها الحضاري وسلمية مسيرتها ونقاء ضمائرها وقوة غيرتها على المستقبل الأمل. بهذه القرارات وضع الرئيس حدا لمن حاول ركوب الموجة والزج بالمسيرة السلمية نحو الفوضى والفتنة وعاد بالوطن المفدى إلى الوجهة عالي الشأن مرفوع الهامة منهيا الصورة النمطية التي سعت أطراف الداخل والخارج تسويقها عبر فضائيات فتحت الباب على مصراعيه للجدل والنقاش الذي تجاوزه الجزائريون منذ العشرية الحمراء وأقسموا بوضع مصلحة البلاد، أمنها، سلامها واستقرارها فوق كل الحسابات.