طباعة هذه الصفحة

الفريق الرّمز ...

حامد حمور
12 أفريل 2019

في مثل هذا اليوم 13 أفريل من عام 1958 ولد فريق جبهة التحرير الوطني لكرة القدم، والذي كان سفيرا للثورة التحريرية المجيدة في مختلف دول العالم من خلال المقابلات التي كان يجريها ويقدم صورة عن كفاح الشعب الجزائري من أجل الاستقلال.
لقد كان حدثا تاريخيا مهما في مسار الثورة التحريرية عندما قرّر لاعبونا، الذين كانوا نجوما في أكبر الأندية الفرنسية أنذاك، مغادرة تلك الفرق والالتحاق بتونس لتكوين فريق جبهة التحرير الوطني.. حيث إن الصدى الإعلامي الذي أحدثه القرار كان قويا واحتكر الحدث عناوين الصحف ليكون دعّماحقيقيا للثورة التحريرية.
فقد تمّ تكوين الفريق الذي كان يضمّ لاعبين كبارا أمثال مخلوفي، سوكان، زيتوني، كرمالي، لعريبي، زوبة، بوبكر، بخلوفي، ابرير، بومزراق، رويعي.. لتكون الانطلاقة نحو عدد من البلدان التي استقبلت هذا الفريق الرمز الذي كان يحمل قضية عادلة وهي الكفاح من أجل الاستقلال.
فقد أسمع فريق جبهة التحرير الوطني دوي الثورة التحريرية بفضل هؤلاء النجوم الذين أبدعوا وتركوا صورا جميلة تبقى راسخة في كل الأذهان.
وبفضل تفانيهم في العمل وإمكانياتهم الكبيرة في لعب كرة القدم وكذا حنكتهم في التدريب والتسيير، فإن أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني واصلوا مهمتهم بعد الاستقلال من خلال الدور الكبير الذي لعبوه في تأطير الشبان وإفادتهم بـ»وسائل احترافية» .
فالثمار ظهرت بشكل كبير حين سجّلت كرة القدم الجزائرية أغلى انجازاتها بفضل الصرامة التي تمّ إرساؤها من طرف مدربين أمثال مخلوفي، كرمالي، معوش، سوكان وواليكان، حيث إن المنتخب الوطني توّج بالميدالية الذهبية في دورتي الألعاب المتوسطية 1975 والألعاب الإفريقية 1978 بقيادة المدرب رشيد مخلوفي.. كما تأهّل أواسط المنتخب الوطني إلى مونديال عام 1979 بقيادة المدرب كرمالي، هذا الأخير الذي توّج مع  «الخضر» بأول لقب قاري للمنتخب الوطني عام ١٩٩٠، ويبقى اللقب الوحيد لحدّ الآن.
والكل يتفق على أن جيل مونديال 1982 «كوّنه» أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني لسنوات طويلة في الأصناف الصغرى قبل أن يهدي أول تأهل للجزائر في كأس العالم.. وكان محمد معوش ضمن الطاقم الفني الذي كسب التأهل لأكبر عرس كروي عالمي.
تحية تقدير واعتراف لأعضاء فريق جبهة التحرير الوطني الذين كانوا سفراء للثورة التحريرية وخدموا الكرة الجزائرية بامتياز.