طباعة هذه الصفحة

مجــــــرد رأي

بقلم: حبيبة غريب
15 أفريل 2019

تعود ذكرى إحياء يوم العلم الموافق لـ16 أفريل هذه السنة على الجزائر وهي تشهد نقلة تاريخية في حياته السياسية، يصنعها الحراك الشعبي المطالب بالتغيير إلى الأفضل وإلى وطن تقدر فيه الكفاءات الوطنية وتشجع وتحفز على إخراج كل مكنوناتها وتوظيفها في تحدي البناء والتشييد. مرحلة وان تتسم المطالب فيها بالشرعية إلا أنها أخذت وللأسف منحنا خطير من خلال الإضرابات المتواصلة للطلبة في الجامعات والمعاهد والأخرى المتكررة لأساتذة التربية الوطنية، وانعكاساتها السلبية على مستقبل الناشئة والطلبة.
لا يخفى على احد أن الانقطاع المتكرر عن الدروس والتأخير الكبير المسجل ستكون له انعكاسات جد سلبية على السنة الدراسية والجامعية، وعواقب كان من المفروض تجنبها بالتركيز أولا وقبل كل شيء على مزاولة الدراسة، خلال سائر أيام الأسبوع والخروج للتظاهر يوم الجمعة.
 وان نزكي النضج السياسي والروح الوطنية اللذين يتحلى بهما طلاب الجامعة ووعيهم بضرورة تغيير الأوضاع ، ففي نفس الوقت نتأسف كثيرا لتغافلهم عن المصلحة العليا للبلاد والتي تكمن اليوم وقبل أي وقت مضى في تشمير الجميع عن سواعدهم وبرهنة لمن حاول تهميش الطاقات الجزائرية، وقزم إمكانياتها ودفعها إلى الهجرة والحرقة، إنها قادرة على رفع كل التحديات ومواصلة الطريق من اجل بناء جزائر متحضرة متطورة وحرة وديمقراطية.
جميل المشاركة في الحراك والتنديد بأعلى الأصوات والمطالبة بالتغيير، لكن جميل أكثر منه أن يعود الجميع إلى مقاعد الدراسة، وإلى مخابر البحث العلمي وإلى المؤسسات التربوية ، وبأن نفكر أساتذة وطلبة ومعلمين وباحثين في الطريقة المثلى لتدارك التأخير ولم لا، في الوسائل الأنجع لتكيف البرامج التعليمية والجامعية ومتطلبات العصرنة وتقديم اقتراحات وحلول لاستغلال أنجع لمواردنا وطاقاتنا البشرية وفتح الفرص أمامها لتبرهن عن إمكانياتها وتفجر مكنوناتها .
اليوم الجامعة الجزائرية يهددها شبح السنة البيضاء هذه الفرضية التي لا تخدم لا مصلحة الطالب ولا مصلحة الوطن والحذر والوعي مطلوبان أكثر من ذي قبل.