طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

تراثنا اللامادي سفير هويتنا الوطنية

بقلم: حبيبة غريب
12 ماي 2019

 تعرف هوية الشعوب عن طريق حضارتها وقيمها وتقاليدها وأعرافها ويشكل تراثها  اللامادي من أدب وفن وثقافة شعبية ومؤكولات تقليدية، سفيرا لها. والجزائر من بين الأقطار التي تملك تراثا لا ماديا عريقا ومتنوعا تنوع مناطقها الشاسعة وثقافتها الشعبية الواسعة.
كنز من الهوية الوطنية يحتاج إلى الحفاظ عليه بكل قوة وشغف وغيرة عليه من التلف والسرقة والاندثار. وأن يعد الاحتفال بشهر التراث مناسبة للحديث عن موروثنا والتغني بثرائه وتنوّعه، تبقى هذه المجهودات المناسباتية لا تفي التراث اللامادي حقّه، إذ هو في حاجة إلى أن يدون ويحفظ ويسجل كتراث وطني وإنساني أكثر مما هو في أمثال وأكلات وألبسة تقليدية هو اليوم وبالرغم من كل الجهود المبّذولة مهدّد بالاندثار وعرضة للسطو والسرقة من قبل دول الجوار، وهو أيضا عرضة للمغالطات الزائفة والتحريفات التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، هاته المنصات الرقمية التي أضحت مصدرا يصدّقه الكثير دون تفكير أو محاولة البحث عن الأصول.
 اليوم والجزائر تعرف هبّة شعبية من أجل التغيير ومحاربة الفساد يستلزم على الجميع الدفاع عن الهوية الوطنية وعن تراثنا اللامادي من كل الأخطار المحدقة به، والحفاظ عليه من خلال تشجيع عمليات الإحصاء والجمع والتدوين، والتعريف به للجميع محليا وطنيا وعالميا والسعي إلى تسجيله عالميا كإرث للإنسانية. إن هذا الموروث الثقافي الثري من شأنه أن يخدم الاقتصاد الوطني، إذا ما استخدم بصفة ذكية في المجال السياحي والصناعات التقليدية، وإذا ما أشركت في هذه المهمة كل من الجامعة والمجتمع المدني والجماعات المحلية والأدباء والفنانين والمثقفين وحتى المواطن العادي، كون الأحكام والأمثال والألغاز الشعبية وصفات الأكلات التقليدية وأسرار الحرف، والأشعار وغيرها... كنوز تنتقل عبر الزمن من جيل إلى آخر بفضل الذاكرة الشفاهية.