طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

الدائرة المفرغة

جمال أوكيلي
13 ماي 2019

أقرّت وزارة الصّحة والسّكان وإصلاح المستشفيات حزمة من التّدابير للتّكفّل بمصالح الإستعجالات على مستوى المؤسّسات الطبية، اقتناعا منها بأنّ هناك عجزا حادّا في هذا الجانب، وأزمة هيكلية عميقة ليست وليدة اليوم بل تعود إلى عقود من الزّمن لم تجد الحل المطلوب بالرّغم من النّداءات الصّادرة عن المهنيّين أو المرضى. والذاهب إلى هذه الأماكن ينتابه تردّد ممزوج بالخوف نظرا لانعدام حد أدنى من الاستقبال المتعارف عليه، لا يجد مع من يتكلّم ناهيك عن تلك المشاهد المرعبة من معاناة النّاس، واحد ملقى على الأرض وآخر ينازع من شدة الألم.
لا نبالغ في هذا الوصف إنّه تشخيص واقعي، ديكور يومي للاستعجالات ومهما نبّهنا لتلك الأوضاع الحرجة، إلا أنّه لا حياة لمن تنادي ولا تجد أبدا إجابة مقنعة لحالة هذه المصالح عندنا، وكأنّ الانطباع المتولّد عن ذلك هو غياب إرادة حقيقية للتخلص من هذه الإكراهات الموجودة في الميدان النّاجمة عن تراكمات سابقة.
ولابد من الإشارة هنا إلى أنّ مصالح الإستعجالات تعد المرآة العاكسة لوضعية قطاع الصحة عندنا، وترسم لك الفكرة العامة عن أداء المنظومة الطبية في ذلك الفضاء المخصص للعلاج، انطلاقا من هذا الواقع الفارض لنفسه، تحرّكت الوصاية بمناسبة اليوم العالمي للصحة المصادف لـ 7 أفريل باتجاه السّعي من أجل إيلاء العناية اللازمة لهذه الملف الحيوي، وإدراجه في مسار جديد قد يختلف عن سابقيه.
وفي هذا الإطار فإنّ المقاربة التي التزمت بها الوصاية هي ترقية الجانب البشري، وهذا بتعزيز هذه المصالح بـ 300 طبيب. خلال الشروع في هذا العمل تمّ إقامة ذلك التنسيق المحكم بين الهياكل المعنية بالعلاج الأولي والعاملة 24 سا / 24 سا والإستعجالات، هذا ما يؤدّي إلى إعادة هيكلة هذه المصالح وتنظيمها وفق رؤية مرنة بإضفاء طابع المتابعة والتّقييم.
ويظهر للوهلة الأولى صعوبة تطبيق خارطة الطّريق هذه أو المعدّة من طرف الوزارة لأنّ الواقع معقّد جدّا إلى درجة أنك تحتار من أين تبدأ؟ لأنّ الطّلب يفوق الإمكانيات المتاحة، لذلك يجد الجميع أنفسهم يدورون في حلقة مفرغة.