طباعة هذه الصفحة

حصادالخميـس

تراجيديا.. من باب الجديد إلى الحراش

بقلم : نور الدين لعراجـــي
12 جوان 2019

نهاية تراجيدية كانت قاب قوسين أو أدنى، خاتمة تشبه أفلام هتشكوك، بدأت بباب الجديد، حيث ارمادة الملفات الثقيلة وانتهت بالأبطال إلى دهاليز المعتقل أو الحلم القاتل، لم تكن أضغاث أحلام، ولا سكرات موت بعث صاحبها من غفوته، بل هي فصول جرت بين ثلاثة أماكن جمعت بين المقاربة والمفارقة، فكان ان حملت المحكمة إسم سيدي امحمد، حيث جرت أطوار جلسات الاستماع الأولى للمدعو أويحيى، ءما المفارقة فقد جمعت بين إسم الولي الصالح سيدي امحمد بوقبرين والي الجزائر المحروسة، فأحجبت لعنات الحراك الشعبي الدعوات الصالحات لسيد المقام، وأقبرت صاحبها بدلا من حمايته.
المفارقة الثانية حين تنقل المتهم في سيارته المصفحة إلى شارع يحمل إسم مظاهرات الـ11 ديسمبر، مقر تواجد المحكمة العليا، فخرج في عربة نقل الموقوفين إلى مصير ينتظره أمام المحاكمات، في قضايا الفساد وغيرها، وكأن حال المكان يقول أيها الشهداء انتفضوا من قبوركم كانتفاضة ذلك اليوم الذي خرجت فيه الجماهير رافضة قرارات ديغول، ما أشبه اليوم بالبارحة حين خرجت الجماهير تطالب بالقصاص من من كانوا سببا في تأزم أوضاع البلد.
وهي تعبر شوارع العاصمة وصولا إلى سجن الحراش، صنعت سيارة الشرطة المشهد، الدرامي فاصطفت الجماهير عبر الأرصفة والشوارع، جميعهم غير مصدق، ان صاحب مقولات “جوع كلبك يتبعك” انتهى به المقام في عنابر الحراش، حيث يقبع من تورطوا معه في تجويع الشعب وحرمان أبناء الوطن من ابسط الحقوق والزج به في مؤخرة البلدان رغم الغنى الذي نحوزه.
الألغام التي عمرت طويلا في صفوف الشعب، واستنفذت أمواله وتكونت بواسطتها الشللية واللصوصية، ضمن لهم أويحيي استنزاف الخزينة العمومية دون رقيب ولا حسيب، بدعوى الاستثمار والشراكة، فألحقت الضرر بالأرض والعرض، وهاهي تنفجر الواحدة تلوى الأخرى، تجر بعضها بعضها، قائمة من المتهمين تربعت خلال عشريتين على أموال الشعب نهبا وسرقة، اليوم تقبع خلف القضبان تنتظر محاكماتها.
تحرر العدالة من الولاء والهاتف الليلي مكنها من استعادة هيبتها وسلطتها القضائية، دون خوف ولا خجل،شعارها الكل سواسية أمام سلطان القانون، وحين تتحقق العدالة الاجتماعية يكون أساس الملك.