طباعة هذه الصفحة

صدوعات الذاكرة وكهنة المعبد

بقلم : نور الدين لعراجـــي
03 جويلية 2019

الأمم التي تبني مستقبل أجيالها على الحقيقة بكل ما تحمله الكلمة من معاني معقولة غير مغلوطة؛هي امم جديرة بالاحترام لأنها تضع لبنات مجدها على السكة السليمة؛ تريد بها النجاة والوصول إلى بر ألأمان بعيدا عن تمجيد الشخصية الأسطورية الواحدة اواحتكار التاريخ في ملامح بطل فريد عصره.
 لولا افرازات مرحلة الفتوة من ذاكرتنا، ما كان لبعض الوجوه الضاربة أطيافها في حاضرنا النفاذ من اقطار التاريخ الى الجغرافيا،يتحدث عنها الاعلام، تستضاف في البلاطوهات بالنقاش والحوار، وهي في أبهى حلة ظاهرة لا مبينة في دواخلها.
ان مسؤولية احتكار التاريخ وتقزيم بطولات الشعوب ما كان لها أن تستمر في ذلك لولا اعتمادها على الاذناب، تقودها حيث أرادت الوصول، هيهات هيهات، على قول ذلك الشاعر» لا أصدقاء يا صديقي.. لا قلاع لا أحد، إلاك في هذا المدى المفتوح للأعداء والنسيان..  لا أحد».
حقبة نوفمبر وما اعقبها،ما لحقها وما حدث فيها الى غاية مؤتمر طرابلس وإعلان وقف إطلاق النار،لا تزال تشوبها الكثير من الأسرار الكامنة سواء في ارشيف الإدارة الاستعمارية رافضة اخراجه اوفي دواليب صناع القرار لغاية في نفس يعقوب، بقدر ما هي نفيسة هذه الحقبة في كشف المكنون بقدر ماهي صعبة التناول لأنها ستغير منطق الأشياء رأسا على عقب.
الذين رافعوا عن ماضي بورقعة التاريخي، وقد لا نختلف حوله، إلا اذا ظهرت مستجدات اخرى من الغيبيات نجهلها، لماذا لم يدافع هؤلاء عن مؤسسة الجيش الوطني الشعبي التي كانت ضحية افتراءات بورقعة ؟
سيظل التآمر على الجزائر ميزة الخونة بامتياز، ولعل الماضي القريب كشف الاذناب وأتباعهم وهاهوالحاضر يكشف وجوها اخرى كنا نحسبها تحفظ ماء الوجه، لكنها بدلت وانخرطت في الفساد نهبا وتنكيلا، لا لوم على ماضيهم ولا آسفا على حروبهم الخاسرة، لان حالتهم اليوم جديرة بالعويل والشفقة، بعدما افشل أبناء الحراك مخططاتهم،وحرم كهنة المعبد من وصاية الشوط الاخير.


حكمة اليوم
«الاوطان لا تموت
من ويلات الحروب لكنها
تموت من خيانة أبنائها »