طباعة هذه الصفحة

الثروة المهملة ... ؟ !

أمين بلعمري
28 جويلية 2019

آن الأوان لإطلاق صافرة الإنذار ، حظيرتنا الغابية في خطر ؟ ! النيران التي تلتهم عشرات الآلاف من الهكتارات سنويا و 2019  لم تشذ عن القاعدة في صيف الجزائر الذي أصبحت تطبعه حرائق الغابات ؟ !  أفليس من حقنا أن نتساءل عن سبب هذه الحرائق ، هل تشتعل بفعل فاعل  لأسباب تجارية إجرامية ، كما يتداول ، أم  تقف ورائها أيادي إجرامية  أم هي مجرد حرائق موسمية عادية  تشتعل بسبب الإهمال ،اللامبالاة و غياب خطط الوقاية و الأمن لدى مصالح الغابات ؟ ! أسئلة ستبقى بدون أجوبة ان لم يتم  فتح تحقيقات من قبل كل أجهزة  الأمن و كل القطاعات الأخرى ذات الصلة بالمساحات الغابية ، الوضع لم يعد يحتمل السكوت و الاكتفاء بإخماد الحريق و انتظار حريق آخر في العام المقبل ؟

جبال عين تيموشنت بالغرب الجزائري مرورا بالأطلس البليدي وصولا إلى جرجرة و جيجل ، كلها تحت رحمة النيران و رجال الحماية المدنية و مصالح الغابات يبلون البلاء الحسن في إخماد حرائق تتطلب إمكانيات أكبر بكثير من تلك التي بين أيديهم  و لكنهم رغم ذلك يقاومون بما توفّر لديهم ،علّهم ينقذون ما يمكن إنقاذه ؟  الصور المتداولة في وسائط التواصل الاجتماعي و عبر وسائل الإعلام  لحيوانات برية متفحمة ، تدمي القلب ، و لكم أن تتخيّلوا أنها لم تستطع الفرار من جحيم حاصرها من كل حدب و صوب و لم يترك لها الاّ الاستجارة من النار  بالنار ؟  خسائر الفلاحين، المزارعين و سكان الجبال أو سفوحها كبيرة هي الأخرى ، بسبب حرائق  أتت على الأخضر و اليابس و لا تمر من مكان إلا و تركته كالهشيم تذروه الرياح ؟.

مشهد مأساوي يتكرّر سنويا في بلاد يهددها التصحر و الاسمنت المسلح الذي أصبح ينتهك أعراض الأراضي الفلاحية في سهول متيجة و في غيرها ، بل حتى الأشجار المثمرة لم تسلم من زحف "البيطون" ليكتمل المشهد بحرائق الغابات التي تنقرض بسببها  سلالات حيوانية و نباتية بسبب كل سنة بسبب عامل التعرية فالغابة التي كانت المأوى و الملجأ لم تعد كذلك ؟ ماذا تنتظر السلطات العمومية  لاتخاذ تدابير جدية و سريعة لحماية الثروة الغابية التي تعتبر منجما حقيقيا يمكنها أن توفر مناصب الشغل للآلاف من الشباب العاطل في عمليات إزالة الأعشاب و فتح الممرات العازلة وسط الغابات و في كل العمليات الوقائية السنوية التي تحمي الغابات من الحريق و من انتشاره ناهيك عن مناصب الشغل المرتبطة بطريق غير مباشرة بالنشاط الغابي و بالإضافة إلى الرياضة و النزهة .. الخ  ماذا ننتظر لحماية و استغلال هذه الثروة المهملة المتروكة للنيران  ؟ !