طباعة هذه الصفحة

تشويش...؟!

أمين بلعمري
09 أوث 2019

ما إن بدأت أولى خطوات الحوار الوطني، بدأت معها محاولات وأد المسار في مهده؟ لماذا يرتفع شعار «العصيان المدني « مجددا بعدما تلاشى عن الأنظار لأشهر؟ من روج له ورفعه في بدايات الحراك الشعبي ثم عاد وقام بسحبه بعدما لم يجد الصدى وسط المتظاهرين؟ بالون الاختبار انفجر؟ الحراك فوّت على المتربصين به محاولة إدخاله في دوامة العنف والفوضى ثم القضاء عليه، كما فوّت عليهم محاولة الوقيعة بين المتظاهرين وقوات الأمن، الحراك في شهره السادس والسلمية مازالت شعاره الأسمى الذي بفضله تحققت جملة من المطالب وأخرى تنتظر أوقل هي في الطريق، لا مفر من الاستجابة لمطالب الشعب وتحقيق إرادته في تغيير يتوّج ببناء دولة الحق والقانون.
إن دولة القانون والحق لا يمكن أن تتحقق بمؤسسات مؤقتة ولا ظرفية؟ آن الأوان لتنظيم انتخابات رئاسية متبوعة بأخرى تشريعية ومحلية تسمح بإحداث قطيعة تامة مع النظام السابق بأقل التكاليف ولكن يبدوأن عامل الثقة يحول دون الوصول إلى ذلك ولاسترجاع ثقة المواطن في الانتخابات وفي نتائجها، يبدوالحوار الوطني ممرا حتميا للوصول إلى توافق وطني يهيّأ الشروط الموضوعية لهذه الانتخابات الرئاسية التي كانت وستظل الآلية الوحيدة للتداول السلمي على السلطة، ما عدا ذلك سنفتح الباب أمام الوصول إلى الحكم بطرق أخرى قد لا تكون سلمية بالضرورة؟
إن الذين يدفعون بالأمور إلى المواجهة يريدون أن تبقى البلاد كالمعلّقة وهؤلاء لن يترددوا في كسر أي طاولة قد يلتئم حولها الجزائريون لتباحث الخروج من الانسداد الذي تعيشه البلاد ولا فرق هنا بين دعاة العصيان المدني أوالتمرد داخل الجيش لأن كلا الفريقين يدرك يقينا أن ذلك سيكون وبالا على البلاد والعباد ولكن رغم ذلك يوهموننا بكل وقاحة بأن ذلك نابع من حرصهم على مصلحة ومصير وطن اختصروه في مصالحهم، نقطة إلى السطر؟.