طباعة هذه الصفحة

رد الاعتبار لهن

سلوى / ر
17 فيفري 2014

رد الاعتبار لهنككل سنة تحيي الجزائر ذكرى خالدة من ذكريات النضال الثوري الزاخر بالبطولات والأمجاد وككل سنة أيضا يطرح ذلك السؤال المتكرر حول مدى الوفاء لذكرى الشهداء في يوم الشهيد المصادف لـ 18 فيفري، ودون تمييز بين الأبطال والبطلات، فإنه وفي كل مرة يكون الغائب الأكبر الشهيدات عموما والمغمورات منهن على وجه التحديد.
ماعدا ما أصبح يصطلح عليه بجميلات الجزائر وكم هنّ كثيرات وخاصة المغمورات منهن فإن الغموض والضبابية لا يزال يكتنف العديد من شهيدات الجزائر، أما الروايات المتضاربة عنهن وعن نضالهن أو استشهادهن، فذلك حديث آخر ولعله ذو شجون ويحمل البعض منها الكثير من التناقضات والمغالطات وهذا ما وقفت عليه صفحة «القوة الناعمة»، التي أرادت الخوض في أسماء البعض من الشهيدات وتقصي المعلومات عنهن وظروف استشهادهن.
لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما وقفت ذات الصفحة عند الكثير من التناقضات في كتابات بعض المؤرخين، كأن يتم نقل معلومات عن استشهادهن في ساحات الوغى ليتبين أن ذات الشهيدات عايشن مرحلة الاستقلال وفيهن من انتقلن إلى الرفيق الأعلى قبل سنوات وأخريات لازلن على قيد الحياة ،أطال الله في أعمارهن.
وبغض النظر عن مثل هذه التناقضات التي يفترض غيابها، بل ودحضها عندما يتعلق الأمر برموز النضال من الرجال ومن النساء خاصة ومهما كانت درجة كفاحهن ضد الاستعمار الفرنسي، فإنه وكما يبدو من البديهيات أن تقف الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة المجاهدين على مثل هذه الحقائق وأن تميط اللثام عن الكثير من المناضلات المغمورات والذي رحل العديد منهن في صمت مريب وقاتل وكأنهن لم يقدمن أرواحهن قربانا لهذا الوطن لتحريره من براثن استعمار لم يكن كبقية الاستعمارات الأخرى من حيث الوحشية التي طبعت غزو واحتلال الجزائر قبل 184 سنة أو مختلف السياسات القمعية التي انتهجتها طيلة الاحتلال.
وإن كان الجانب المتعلق بنضال المجاهدين وتضحيات أبطال الجزائر من الشهداء قد حظيت بنوع من الاهتمام والرعاية إلى حد ما على الرغم من بقاء العديد من الفاعلين طي النسيان والقائمة تبدو طويلة، إلا إن حظ بعض رموز النضال يعد أوفرا بالنظر إلى ما قدموه من تضحيات جسام، وذلك مقارنة بالتضحيات الأخرى المتعددة الجوانب التي لم تبخل المناضلة والشهيدة في تقديمها وما عانته من مطاردة واعتقال وتعذيب وانتهاك للعرض وهي إحدى السياسات الخبيثة التي انتهجتها فرنسا وجنرالاتها السفاحين الذين كانوا يأمرون الجنود الغزاة تحطيم إرادة المجاهدين والمقاومين في أعراضهم وأموالهم.
رد الاعتبار للمناضلات والشهيدات ولاسيما المغمورات منهن يبقى من المسؤوليات الأساسية التي تقع على عاتق كل المعنيين بالأمر من خلال المزيد من الأبحاث والدراسات حول مقاومة المرأة الجزائرية للاحتلال الفرنسي بكل الأشكال التي كانت متاحة لها وكانت بحق السند القوي لمناضلي وشهداء الجزائر الأبرار.