طباعة هذه الصفحة

هل أصبح السرطان وباء ... ؟ !

أمين بلعمري
08 أكتوير 2019

هل تحول السرطان إلى وباء ؟،  يبدو أنه وبالنظر إلى عدد الإصابات بهذا المرض الخبيث سنويا في الجزائر، تعطي الانطباع بأن هذا المرض أصبح من الأوبئة ؟ مما يدعو إلى دق ناقوس الخطر ووضع إستراتيجية وطنية لحماية الجزائريين من مرض أصبح يسري كالنار في الهشيم؟، بالأمس فقط التقيت شخصا لم أره منذ مدة فتفاجأت بحالته المثيره للدهشة والشفقة في الوقت نفسه، نحيل الجسم شاحب الوجه مثقل الخطى، الحقيقة أني صدمت ولكني فضلت أن لا أساله عن الذي حل حفاظا على مشاعره من جهة وحتى لا أتهم بالفضول الصحفي ولكن ذلك لم يمنعني بمجرد انصرافه من سؤال أحدهم عن الذي لحق به؟ فأجابني و بكل برودة  «عندو كونسار» بأنه مصاب بسرطان الدم وكأنه مصاب بنزلة برد؟ في تلك اللحظة تساءلت هل أصبح السرطان وباء مثله مثل الزكام وهذا بالنظر إلى العدد المخيف للمصابين، ألا يستحق الوضع إجراء تحقيقات معمقة واستقصاءات عن أسباب هذا الانتشار الرهيب لهذا الخبيث الذي ينخر أجساد الجزائريين ويحصد آلاف الأرواح سنويا؟.
في انتظار أن تهتم السلطات العمومية أكثر بهذه الظاهرة المخيفة وتطلق حملات استقصاء وتحقيق واسعة، لابأس من التذكير بأن التكفل الصحي بمرضى السرطان ضعيف والكل يشتكي من شح بعض الأدوية والإمكانيات المادية مثل بعض الأجهزة في المستشفيات والتي على قلتها فإنها تتعطل باستمرار مما يضطرهم إلى التوجه إلى العيادات الخاصة ولكن بأي ثمن؟ والحصة الواحدة من العلاج تكلف الكثير فمن أين لهذا المريض المسكين بالمبلغ  للحصول على جرعة واحدة من العلاج الكيميائي أو الإشعاعي ؟ علما أنه يحتاج إلى العشرات من حصص الكي بالأشعة أو بالكيمياء، ثم لماذا أغلب المعدات والأجهزة المخصصة لمرضى السرطان تتعطل باستمرار في المستشفيات العمومية؟ ألا يستحق هذا الوضع هو الآخر تحقيق مصالح وزارة الصحة ومختلف مصالح الأمن؟!
في الأخير هل صحيح أن السرطان مرض قاتل ؟ لماذا انتشرت لدينا ثقافة «أدوه يموت في دارو»  الحالة ميئوس منها ؟! لماذا تحوّل بعض الأطباء إلى ملك الموت بينما مهمتهم إحياء النفس، ثم لماذا الكثير من أولئك المرضى المحكوم عليهم بالموت، يبعثون من جديد بعد نقلهم للعلاج في الخارج، أين الخلل؟!