كلمة العدد

إعلامي.. غير منسي

جمال أوكيلي
21 أكتوير 2019

البصمة «المهنية» لمراسلي الإعلام المكتوب أو المرئي أو المقروء واضحة في ترقية مضمون وسائل الاتصال الجماهيرية ذات التّأثير الواسع في غرس قيم ذات دلالات متنوّعة تحمل ذلك الطّابع السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي والثّقافي، بأبعادها التّحسيسية خاصة مع مراعاة تلك المهمّة المكلّف بها، ألا وهي نقل الانشغالات الجوهرية للمواطن في الجزائر العميقة.
والمراسل الصّحفي ليس إعلاميا منسيّا كما يحلو للبعض اجتراره في كل مرّة، بل هو جزء لا يتجزأ من منظومة التحرير بالمؤسّسة الإعلامية، في إحداث ذلك التّكامل المحكم بين جميع الأقسام لتكون تلك الرّكائز حاضرة في المشهد العام، ولا تضيّع عبثا الحدث الواجب أن ينقل بكل تفاصيله لفرض المصداقية على المتتبّعين.
وهذا الصّنف من الإعلاميّين الميدانيّين هم شرايين الصّحف، القنوات التلفزيونية والإذاعية، في تزويدها بما يلزم من الأنواع الصّحفية كالأخبار، التّقارير، الحوارات، التّحقيقات، التّعاليق، السير الذاتية، وفق قواعد عمل صارمة، لا تبحث عن الاثارة بقدر ما تهدف إلى إعلام آخر.
ويدرك مسؤولو التّحرير حقّا القيمة المضافة للمراسلين في إثراء محتوى وسائل الإعلام، من خلال ما يطعمونها من مادة حيوية سواء منها الموجّهة إلى الحصص أو الصّفحات المتخصّصة أو تلك العادية التي تصدر يوميا، قد تصل أحيانا إلى أكثر من ٤ صفحات في العدد، تغطّي عجزا ظاهرا في حالة غياب الإشهار.
وهكذا وبمناسبة اليوم الوطني للصّحافة نفتح هذا الملف من خلال اختيارنا لموضوع «ظروف عمل المراسلين المحليّين»، ونقصد هنا بالنّسبة للصّحافة المكتوبة كونها تختلف عن نظيراتها الأخرى، بحكم ما أطلق عليها اسم «مهنة المتاعب».
قد لا نشعر بمعاناة هؤلاء في الميدان، لكن الاحتكاك بهم مباشرة والاطّلاع على انشغالاتهم، يجعلنا نسجّل بتقدير المجهودات المبذولة قصد الوصول إلى مصادر الخبر، وليس ذلك بالأمر السّهل وإنما هناك إكراهات في الواقع تجعل هذا الشّخص يعيش تحت الضّغط المتواصل على أكثر من جبهة بين مطرقة رئاسة التّحرير وسندان الإدارة المحلية.
وفي كثير من الأحيان، يطلب من المراسل المحلي حجم عمل يتجاوز قدراته الذّاتية، ونعني بذلك عجزه عن تغطية مستجدّات الأحداث بولايته، ليس عن قصد وإنما لكثرتها هنا وهناك، ومن حقّه الاستعانة بمصادره الخاصة لتفادي الفراغ، هذا الأخير الذي هو مرفوض مهنيا، ومطلوب من المراسل أن يكون متابعا مباشرا لحركية القطاعات في ولايته.
ولا يتعلّق العمل بإبراز السّلبيات فقط، وإنما هناك أشياء إيجابية في الجزائر العميقة، يجدر بالمراسل أن يتفاعل معها من منطلق الاحترافية لا أكثر ولا أقل حتى لا تختلط عليه المفاهيم المتداولة في الوسط الصّحفي، كالاثارة والسّبق، فاتّباع هذه الذّهنية الاندفاعية والحماسية قد يؤدّي إلى مشاكل غير محبّذة، إذ تسجّل خلافات حادّة ونزاعات دائمة بين المراسل والسّلطات المحلية حول ما يكتب عن تلك المنطقة.
ومن خلال ملفّنا هذا، سنطّلع على آراء مختلفة المراسلين المحليّين، الذين ينشطون في عديد الولايات لمعرفة تجربتهم في الميدان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19444

العدد 19444

الأحد 14 أفريل 2024
العدد 19443

العدد 19443

السبت 13 أفريل 2024