طباعة هذه الصفحة

مـن الإشاعــــة إلى «فايك نيوز»

جمال أوكيلي
21 أكتوير 2019

 

بالأمس فقط كانت الاشاعة فعلا مقلقة بالنسبة لصناع القرار احتاروا في كيفية التصدي لها عندما تنتشر كالنار في الهشيم  ملحقة أضرارا مادية ومعنوية يستحيل ترميم او إصلاح ما خلفته إلا اذا أوجد هؤلاء استراتيجية اعلامية قادرة على مواجهة هذا « التحدي»   الداخلي او الخارجي.
وفيما مضى فان ما يسمى إصطلاحا «الأنظمة الشمولية» هي التي كانت تعاني من الآثار المترتبة عن الاشاعة نظرا لالتزامها الصمت تجاه ما يقال عنها نتيجة سياسة الاتصال المغلقة المتبعة في هذا الشأن وهيمنة الفكر الايديولوجي القائم على معاداة أخطبوط الليبيرالية وتداعياتها.
هذا التوجه السياسي حاصر العمل الاعلامي بستار حديدي تولد عنه مايعرف بالحرب الباردة لسنوات طويلة جدا كان الإعلام سيد الموقف إنتهى بانهيار جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي.. ليكتشف الجميع بأنهم كانوا تحت وابل من الأخبار المغلوطة، استهدفت مؤسسات تلك البلدان في الصميم لم تكن بمقدورها الرد عليها نظرا لعدم حيازتهـــا الأدوات اللازمة للقيام بذلك.
هذه الخلفية ضرورية في العودة اليها لمعرفة حقا الكيفية الدقيقة التي أدت الى حدوث كل هذا التحوّل التاريخي في العلاقات الدولية والتصنيفات الجديدة في الترتيب العالمي لحضور الدول لذلك فالحديث اليوم لايتعلق بالإشاعة وإنما ارتقى الى ما يتداول حاليا بـ«فايك نيوز» وهي الأخبار الوهمية والتي لا أساس لها من الصحة وهنـــاك مــــن يعتبرهـــــــا «مغرضــــــة و «هدامة».
وتسرّب مفهوم « فايك نيوز»  إلى الأدبيات السياسية والإعلامية ازداد ترسخا مع مجيئ ترامب الى البيت الأبيض وشروع الصحافة الأمريكية ومراكز الاستطلاع والمؤسسات ذات الصلة بإحصاء ما يصدر عن الرئيس الأمريكي من معلومات قدرها هؤلاء بغير صحيحة وحتى لا يحرجه أحد فضل ترامب خيار « التغريدة» في كل مايريد قوله تنقله عنه جميع وسائل الإعلام المرئية ، المسموعة  والمكتوبة وكذلك المواقع الالكترونية.
وليس هناك من حل لـ«فايك نيوز» سوى إعطاء الأخبار السليمة لدحض كل مايقال ونقصد هنا الإشاعة المدمرة ولفرز كذلك ماهو الحامل للمصداقية في هذا الكم الهائل من المعطيات الواردة.