طباعة هذه الصفحة

خارج السرب

بن صالح يسقط الفرنسية في أول خرجة

نور الدين لعراجي
26 أكتوير 2019


حملة شنتها بعض الأطراف وتبادلت خلالها فيديو تدخل رئيس الدولة عبد القادر بن صالح بمدينة سوتشي الروسية، بين مسخرة وسوء دراية بشؤون السياسة، وبين متحسر على ما آل إليه الوضع، وآخر متذمر في الشتم يغرق، وهو بعيد كل البعد عن حقيقة ما يجري.
اللقاء الذي جرى بين بن صالح والرئيس الروسي بوتين، لقاء كانت فرنسا تحلم مجرد الجلوس على ذلك المقعد، وتترجى الطرف الروسي لمنحها فرصة التعاون الاقتصادي وجلب الاستثمار الروسي الذي يعد مهما في الخارطة الجيو- استراتيجية، لكن محاولاتها بحضور القمة باءت بالفشل بل إن الرغبة في الذين يسخرون من موقف رئيس الدولة « وإن اعتبره البعض رئيسا يدير مرحلة انتقالية « يظنون بفعلتهم احتقاره، بل هو احتقار لوطنهم، هيهات.. هيهات، لأن أبناء «فافا» ينفذون ورقة طريق، كأنهم يتباكون على ذلك المقعد الذي يجلس عليه بن صالح لإبرام صفقات تمنح اقتصادنا جرعة حيوية، تخرجه من حالة الإنعاش التي أوصلتها إليها العصابة.
تكلم الرجل عن وضع يعيشه البلد، ولم يقل شيئا خارج ما نعيشه من حراك شعبي منذ فيفري، وتنافس بين المترشحين لاستحقاق رئاسي يكون الصندوق الفيصل بينهم، وكأن بوتين تخفى عليه هذه الأحداث وهو خريج أقوى جهاز مخابرات في العالم «الكا –جي- بي».
الخطاب كان موجها للمستثمرين الاقتصاديين، فيه طمأنة بشأن الوضع السياسي والأمني، فلاشك أن كليهما متحكم فيه إلى درجة قصوى، فمن حق المستثمر القادم من بلاد القيصر معرفة وضعيات البلد التي يستثمر فيها أمواله، عكس ما تروج له فرنسا بأن الوضع في الجزائر خطير وغير مستقر.
أما ردة فعل الرئيس الروسي فهي ردة فعل طبيعية لكونه على دراية كاملة، لما يحدث عندنا والمؤكد، أن يشرح المسؤول الأول الوضع الأمني في بلاده للشريك ويطمئنه وهذا من أجل الحفاظ على مصالح بلاده، وهي صفعة أخرى في وجه البرلمان الأوروبي الذي يحاول في كل مرة عبر أتباعه توجيه الرأي العام الداخلي عبر أزلامه ومناصريه.
بن صالح تكلم باللغة العربية التي غيبت منذ زمن طويل عن المحافل الدولية بإيعاز لإرضاء «الولية المنبوذة فافا»، لأول مرة يسمع المواطن الجزائري خطاب رئيس كامل دون مقص ولا نقصان، يسمعه عامة الناس وتفكك رموزه فئة معينة من النخبة، وليس في ذلك أدنى عيب، الموضوع يحيلني إلى ما قاله الفريق أحمد ڤايد صالح « الجزائر التي انتصرت بالأمس على المستعمر الغاشم ستعرف دوما كيف تواصل مشوار نصرها « والانتخابات الرئاسية على الأبواب سارعوا لاختيار رئيس يملؤ العين ويرف له الجفن، يكون واجهة البلد دون عتاب ولا ملل.