طباعة هذه الصفحة

بالبندقية أو الإلكترونية.. تغيرت الوسائل والرسالة واحدة

أمين بلعمري
27 أكتوير 2019

يشهد العالم توجها جديدا على صعيد المواجهات والحروب، حرب لا يسمعها ولا يراها إلا الجنود المتواجدون خلف حواسيبهم وأجهزتهم لخوض معارك طاحنة لا يرى دمارها شأنها شأن سم الأفعى الذي يهاجم الخلايا العصبية في المخ فيصيب صاحبه بالشلل ثم بالموت الأكيد، كذلك هي الحرب الإلكترونية، هجماتها تتم عبر شبكات معقدة للوصول إلى الهدف الرئيسي وهو تخريب مراكز التحكم والسيطرة لتصبح بعد ذلك كل التجهيزات التي تستعملها الجيوش من منظومات دفاعية، هجومية، رادارات وصواريخ وغيرها مجرد هيكل بلا روح؟ وما هذا إلا جزء بسيط مما يسمى بالحرب الإلكترونية التي تحتاج إلى جيش مكتمل الأركان لخوضها ضد أي عدو محتمل، لأن الحرب النفسية ومعارك الدعاية هي جزء من هذه الحرب التي لا تحتاج لا إلى أسلحة ولا إلى ذخائر ولكن آثارها وخيمة وخطيرة؟ ومن أهم أهدافها ضرب معنويات الجيوش وبث الارتباك.

إن الجيش الجزائري لا يمكنه أن يتخلف عن ركب التحكم في هذه الحرب من خلال اكتساب الأجهزة وتكوين رجال مهرة قادرين على خوض هذه الحرب لهذا يبدو أن القيادة العليا للجيش أدركت حجم التحدي الذي عليها رفعه ويتضح ذلك من خلال البرامج التي وضعتها لعصرنة الجيش على الصعيدين التقليدي وغير التقليدي خاصة وأن الفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع، رئيس أركان الجيش، دشّن السنة الماضية والجزائر تحيي الذكرى (64) لاندلاع ثورة نوفمبر المظّفرة، مركزا لصيانة أجهزة الحرب الإلكترونية وكذا وحدة لإنتاج لمثل هذه الأجهزة الدقيقة ليعود مجددا اليوم لتدشين مؤسسة لأنظمة المعلومات والحروب الالكترونية ولا تفصلنا هذه المرة كذلك إلا أيام معدودات عن إحياء غرة نوفمبر المجيد، وهو تأكيد ضمني وعلني على أن الجيش الوطني الشعبي متمسك بمهمة سلفه النوفمبري جيش التحرير الوطني في الدفاع عن الجزائر والرسالة واحدة وإن اختلفت الوسائل مفادها أن جيش التحرير الوطني الذي قارع الاستعمار الغاشم بالأمس واستطاع ببندقيته تحقيق الاستقلال فإن سليله، الجيش الوطني الشعبي باق على عهده في الحفاظ وصيانة استقلال ثمنه مليون ونصف شهيد بأحدث الوسائل التكنولوجية.