طباعة هذه الصفحة

كلمــة العـدد

لمن نكتب... و لِمَ نقرأ ؟

بقلم: حبيبة غريب
27 أكتوير 2019

القراءة هي سر المعرفة ومعول يبني به الفرد ثقافة عامة  تكون له زادا في الحياة. يعود كل سنة عرس الكتاب الكبير،  “سيلا” الصالون الضخم  بمعايير دولية يحتفى من خلاله بالكاتب و الكتاب وبالقارئ على وجه الخصوص، و كل عام يطرح نفس السؤال حول نسبة المقروئية في البلاد و هل رفعنا فعلا  تحدي مصالحة المواطن  الجزائري مع الكتاب.
ويطرح سؤال آخر بالغ الأهمية نفسه : هل الصالون الدولي  و كمه الهائل من الإصدارات هو المعيار الأصح  لقياس نسبة المقروئية؟ أم نحتاج إلى دراسات  ميدانية اجتماعية و وثقافية حول أسباب العزوف و سبل تفاديها؟  فبعيدا عن الخطابات الرسمية و بعيدا أيضا عن الملتقيات والصالونات المناسباتية، نحتاج اليوم من أجل رفع التحدي الكبير إلى معرفة انشغالات القارئ و ما ينتظره من ذلك الكتاب الذي عزف عنه في الآونة الأخيرة، لغلاء السعر أو لانعدام الوقت لديه، لعدم الاهتمام بالمطالعة وكذا الإنشغال بركوب موجة التكنولوجيات الحديثة؟ وعلى الكتاب أن يعرفوا  و يتعرفوا على قرائهم  و على هؤلاء أن يعوا لماذا  عليهم  أن يقرأوا.
 تعتمد الدراسة في المجتمعات الغربية على تشجيع الناشئة على  المطالعة يوميا، و تحفيزها على الاهتمام بالكتاب الحامل للقصة و الرواية و القصيدة  كي يكون هناك توازن مع المناهج الدراسية، و حتى يتغذى الفكر بمعلومات أخرى تساعد على تنمية الخيال والتأمل والتعرف على الكثير من أشياء الحياة العامة.  
  فكيف السبيل عندنا إلى رفع نسبة المقروئية  دون اعتماد عمليات تحسيسية توعوية حول أهمية الكتاب؟ فنحن نحتاج إلى  مشروع  عقلاني و استشرافي يمس أساسا العائلة والمدرسة و الجامعة وحتى المؤسسات، فالكل معني بالمطالعة ،  كون اكتساب الثقافة العامة له انعكاسات  جد ايجابية على طبيعة الفرد، على ثقافته وطريقة تعامله مع الآخر برقي وتحضر، كما أن الكتاب ورقيا كان أو إلكترونيا  أنيس و صديق طيب لا يبخل بعطائه على من يعتمد عليه أبدا.