طباعة هذه الصفحة

مالك بن نبي.. يغيب مجددا عن معرض الكتاب

بقلم: أسامة إفراح
30 أكتوير 2019

في مثل هذا اليوم من سنة 1973، غادرنا مالك بن نبي إلى الأبد.. 46 سنة تمرّ على رحيله، ولكن ذلك لم يقف حائلا في وجه انتشار كتبه وأعماله وأفكاره، التي حاول باحثون وأكاديميون ومهتمون، من داخل الجزائر وخارجها، شرحها باستفاضة أكبر واعتمادها منطلقا لأفكار جديدة.
شاءت الأقدار أن يكون هذا اليوم هو أيضا موعد الافتتاح الجماهيري لمعرض الجزائر الدولي للكتاب، الذي بات أحد أهمّ المحطات الثقافية في البلاد، إن لم نقل إنه أهمّها على الإطلاق. وعلى الرغم من ذلك، غاب اسم مالك بن نبي عن هذا الموعد البارز، على الأقل بحسب ما استطعنا الحصول عليه من البرنامج الرسميّ.
ليست هذه المرة الأولى التي يغيب فيها صاحب «شروط النهضة» عن معرض الكتاب، الذي صادف تنظيمه في أكثر من مرّة (أواخر أكتوبر وبداية نوفمبر) ذكرى رحيل بن نبي الموافقة لـ31 أكتوبر من كل سنة. فهل هو غياب وليد الصدفة أو النسيان أو الإهمال، أم أنه تغييب وتغاضٍ وتناسٍ لهذه المناسبة؟
المثير في الأمر، أن كتب بن نبي وأعماله دائمة الحضور في رفوف مختلف العارضين، وفي غياب أرقام أو إحصائيات دقيقة (كما جرت العادة) لا يمكن أن نجزم بأن كتب بن نبي من بين الأكثر مبيعا، ولكنها على الأقل من أكثر الكتب محافظة على الحضور في مكتبة القارئ الجزائري، وإن نحن لم نحتفِ بأفكار وأطروحات الرجل الذي رحل عنّا، فلنتحفِ على الأقلّ بكتبه التي ما تزال حيّة بيننا.
إن مالك بن نبي مجرّد مثال عن حاملي أفكار أُهملوا بالتقادم، وأصحاب أقلام نسيناهم أو تناسيناهم، ولعلّ العبرة ليست في استحضار أخبارهم ومآثرهم على سبيل ذكر الموتى بمحاسنهم، بل في استحضار أفكارهم والتنقيب في الفرضيات والنظريات والمفاهيم.
أعترف في هذه السانحة أنني لا أؤمن بالقطيعة مع الأفكار، لأن العلم هو نتاج تراكم فكري ومعرفي، والفكرة إما أن نُثبت خطأها فنُحدِث ثورة ابستيمولوجية، وإمّا أن نُثبت صحّتها فنرتكز عليها في البناء، وفي الحالتين، فإننا نؤسّس للمستقبل بالعلم، وبالعلم تقدّمت الأمم وتحققت «شروط نهضتها».