طباعة هذه الصفحة

البوصلــــة..

أمين بلعمري
30 أكتوير 2019

شكلت وستظل مبادئ ثورة نوفمبر المظفرة معالم طريق الدولة الجزائرية، بعدما شكلّت الأسس التي انبنت عليها هذه الدولة التي لم ولن تتخلى عن طابعها الاجتماعي المنصوص عليه في بيان أول نوفمبر كما لن تتخلى عن مبادئ سياستها الخارجية المنصوص عليها في هذه الوثيقة التاريخية كذلك التي أكسبت الجزائر تقدير واحترام المجتمع من خلال مواقفها المناصرة للحق والملتزمة بالقانون الدولي ، لهذا السبب لا يمكن لأي كان تغيير هذه العقيدة النوفمبرية للدولة الجزائرية تحت أي مبرر كان وحتى أولئك الذين يحاولون تحميل نوفمبر وزر ما عرفته الجزائر من عثرات وإخفاقات ، يعلمون في قرارة أنفسهم جيّدا أن سببها كان الانحراف عن هذا المسار وأنه تم توظيف هذا البعد لتبرير سياسات وتوجهات تتناقض مع نصه وروحه ؟! وهي حقيقة يدركها الشعب الجزائري كما يدرك جيّدا أن نوفمبر بريء منهم براءة الذئب من دم يوسف ؟ وهويعرف الفرق بين هذه روحه الطيبة وبين أرواح شريرة وآثمة حاولت الاستيلاء على خيرات الشعب الجزائري ومقدراته باسم نوفمبر، بل حاولت أن تحوّل الجزائر إلى مزرعة خاصة تحت سيطرة الكومبرادور والكولون الجدد ، لولا هبّة الشعب الجزائري والرجال المخلصين الذين أسقطوا مسار اغتيال الوطن وتفكيك الدولة في الماء؟
عصفت بالجزائر هزات وأزمات خرجت منها كطائر الفينيق من الرماد، لتعود وتقف على رجليها من جديد، رغم الآلام والأحزان وهذا بفضل مرجعية نوفمبر التي كانت توفّر وصفة العلاج ومنفذ الخروج من النفق وكذلك هذه المرة هي من ستخرج الجزائر من هذه الأزمة، عكس ما يدعي البعض بأن ثورة نوفمبر تجاوزها الزمن ويستغلون الظروف للترويج لمرجعيات لا تمّت بصلة إلى قناعات وخصوصيات الشعب الجزائري الذي لن يبدّل تبديلا وسيبقى نوفمبر هوالبوصلة دائما؟!.