طباعة هذه الصفحة

أسئلة المناظرة وأجوبة المحاكمة

نور الدين لعراجي
07 ديسمبر 2019

ظهر بلاطو استقبال المترشحين نسخة مطابقة شكلا وديكورا لحصة «من سيربح المليون» ولعل الأضواء الأفقية الزرقاء فرضت بريقها على المشاهد،للرفع من سقف المشاهدين؛ مع فارق، في من يطرح الأسئلة، فعوض الفرد الأحد، كان هناك أربعة يعيدون نفس السؤال على متسابق أربع مرات، الأمر الذي خلق نوعا من الرتابة والملل في الاستماع إلى سؤال واحد خمس مرات.
كان يمكن تجنب تلك الطريقة بطرح سؤال واحد لزاوية واحدة، بل من زوايا مختلفة، حتى لا يصاب المشاهد بالملل وعوض الطرح المباشر، كان على المنظمين توفير الزر الضوئي أمام كل مترشح، لاختيار رقم السؤال ؛وهنا يدخل عنصر «السوسبانس» والتشويق، بمعنى كل مترشح يعيش حالة رعب وقلق داخليين، لأنه لا يعرف من أية زاوية سيكون سؤال المحور الموجه إليه، بالإضافة إلى اللحظات التي يعيشها المشاهد، بالإضافة إلى أنصار المترشحين الذين يعيشون هم أيضا هذه الحالات، الترقب الحذر ولو للحظات.
المترشح الثاني يعرف السؤال مسبقا وعوض الإجابة المباشرة في دقيقتين يصبح لديه دقيقتان للتفكير لأنه عرف السؤال المطروح على سابقه، وهنا تتفاوت درجة التفكير وعوض أن تكون «سؤال وجواب «، يكون الفارق ما بين دقيقتين إلى ثماني دقائق، وهو وقت كاف لمعرفة إجابات المنافسين والرد عليها من زوايا أخرى مختلفة، تكسب صاحبها نقاطا في رصيده. 
المناظرة تشبه عملية غش بكل الأوصاف يعاقب عليها القانون، لو تمت مقارنتها من زاوية الأمانة العلمية، بل هي فسحة تلفزيونية بين المترشحين، عناصرها الأساسية غائبة.
استعانة فريق العمل بأربعة صحفيين من أربع وسائل إعلامية غير كاف؛ ولا يوجد له أي مبرر مقنع، في ماهية الطريقة التي تم بها اختيار هؤلاء، دون المساس بمقدرات الزملاء، كما يمكن تسجيل ملاحظة مهمة وهي غياب النتيجة المتوصل إليها، بمعنى لم يعرف المشاهد مستويات الإجابة، والنقطة الفاصلة بينها، كما اختتمت الحصة دون معرفة الترتيب النهائي لمستوى الإجابات، والذي كان من الأفضل أن يقوم به مكتب سبر للآراء مع متعامل في الهاتف النقال، سواء خاص أو عمومي، يشارك فيه المواطن الجزائري من كل العالم.