طباعة هذه الصفحة

الجميع في «قارب» واحد

سعيد بن عياد
15 مارس 2020

تم اتخاذ تدابير قوية لمجابهة تسلل فيروس كورونا (كوفيد-19) في وقت يعيش العالم هلعا غير مسبوق بالنظر لتجاوز الوباء جغرافيا القارات. التجمعات حيثما كانت أصبحت فضاء لخطر قادم يستوجب الحرص على تأمين الأمن الصحي بكل الآليات القانونية إلى جانب التوعية المستمرة فالصحة خط أحمر لا يقبل أي تجاوز.
للأسف هناك مواطنون وقعوا في حالة لا وعي بالتعبير بمختلف الأشكال عن استهزاء وسخرية انتحارية تجاه الخطر في وقت يلتزم فيه العالم وخاصة الشعوب المتقدمة بأقصى درجات الحيطة والحذر وإتباع التوجيهات التي تقي من العدوى. وتوجد بلدان تراخت أو تماطلت في التعامل بجدية مع الخطر لما ظهرت بؤره الأولى ليقتحمها الفيروس الخطير محدثا حالة غير مسبوقة لا نتمنى أن تلحق بمجتمعنا.
المطلوب أن يلتزم كل فرد بقواعد الوقاية لنفسه ولمحيطه ولمجتمعه تفاديا لمتاعب أخرى وكلفة لا تحتمل فالوقاية سلوك حضاري وتعبير عن تمدن تسقط أمامه شعارات وأحلام بنفسجية مهام كانت جذابة فقد تنتج أحلام مخادعة كوابيس قاتلة، خاصة وأن الجميع في قارب واحد.
أمام خطر زعزع بلدانا قوية لا مناص من انخراط الجميع في مسار الوقاية بالإصغاء للخبراء في الصحة وإتباع الإجراءات المسطرة لهذا الغرض فلا مكان لمجانين أو متهورين أو مغامرين في مسألة تتعلق بالأمن الصحي الجماعي ولو بالتخلي عن مواعيد مهما كانت براقة أو إلغاء نشاطات حتى عائلية مثل أعراس وولائم وغيرها.
الوقت للنظافة، نظافة اليد والمحيط واللسان واليقظة تجاه كل طارئ بالعمل حول هدف واحد إبعاد شبح الوباء بأقل كلفة وهو تحد في المتناول لو تشمل العملية انخراط الجماعات المحلية في تعقيم الحافلات ومحطاتها فيما يكون الأمر أفضل لما تسهر إدارة النقل والجهات الأمنية على منع الاكتظاظ في الحافلات وإجبار أصحابها على تقليص عدد الركاب ليعبر الجميع إلى بر الأمان.
الخطر جاد ولا يحتمل اللعب بل حرام على تجار وصيادلة تحول بعضهم إلى تجار أزمة يمارسون قرصنة على جيوب المواطنين برفع أسعار بعض المواد المطلوبة في هذا الظرف كالكمامات الوقائية والمحاليل الكحولية وغيرها من وسائل التعقيم والنظافة، فبأي قلب أو ضمير يتعاملون مع فيروس لا يفرق بين البشر لونا أو مركزا أو نفوذا.