طباعة هذه الصفحة

قناعة عميقة

جمال أوكيلي
13 أفريل 2014

لا بديل عن التصويت، وأداء الواجب الإنتخابي، إنها قناعة عميقة لدى الجزائريين في التوجه بقوة ومن كل فج عميق لقول كلمتهم في اختيار الرئيس القادم لبلدنا يوم ١٧ أفريل.
هذه القناعة العميقة، ليست مجرد نزوة أو مرتبطة بظرف معين، وسياق خاص، بل تمتد في وجدان هذا الشعب الذي لم يتخلف عن أي موعد في مسيرته الوطنية، حفاظا على الوحدة الوطنية التي استرجعت بالدم والدموع فمنذ الإستقلال والجزائريون يعبرون عن رأيهم تجاه كل المحطات الإنتخابية سواء في عهد الأحادية أو التعددية وكانت المشاركة دائما قياسية، وفي مستوى الحدث المنتظر.
الجزائريون الذين إكتووا بنار الإرهاب ووقفوا على إنهيار الإقتصاد، وانعدام التنمية خلال عشرية بأكملها يدركون إدراكا كاملا مغزى الذهاب إلى صناديق الإقتراع. هو سلوك حضاري للحفاظ على الجزائر من المؤامرات التي تحاك ضدّها، والتي تعمل على ضرب استقرارها والمساس بالركائز الثابتة التي تحمل كل ما أنجز في هذا الوطن.
ومهما تعالت تلك الأصوات الداعية إلى مواقف غريبة عن هذا الشعب، فإن إرادة التوجه إلى القيام بهذا الواجب لا يستطيع أي مغامر بهذا الوطن أن يثني الأحرار من القول نحن هنا والجزائر فوق كل إعتبار.
الجزائريون مدعوون يوم ١٧ أفريل إلى التوافد على الصناديق بكثافة، لتمرير رسالة واضحة المعالم لكل المشككين، بأن الوطن قبل كل شيء، تهون أمامه كل تلك الشعارات السياسية البراقة، والخطب الرنانة التي لا تخدمه أبدا، وستكون المفاجأة كبيرة بالنسبة لكل أولئك الذين يراهنون على نداءات باطلة، لا أساس لها من الصحة، يستحيل أن يتبعها أي إنسان عاقل لأن أهدافها غير بريئة تضر بالوطن والمواطن، والإنتخابات الرئاسية تختلف اختلافا جذريا عن التشريعيات والمحليات، لأن الأمر أو الاختيار متوجه إلى شخص أي مترشح، ودائما كانت المشاركة فائقة وتتجاوز كل التوقعات بعيدا عن كل القراءات التي ما فتئت تصدر عن الآخر والتي للأسف اعتدنا عليها.
لا يحق لأي أحد مهما كان أن يدخل هذا الوطن في نفق مظلم نحن في غنى عنه، وهذا باسم أغراض معينة ضيقة لا تعتلي مقام الجزائر، علينا اليوم أن نقدر ظروف بلدنا على أنها خرجت من حرب ضروس ضد الإرهاب، والمواطن في الجزائر العميقة يدرك معنى هذا الكلام، لأنه عانى من التهجير والتدمير، لا يريد العودة إلى نقطة الصفر بعد أن وقف على كل هذه النعم من الإستقرار والتنمية، ولا يقبل أن يبني البعض مجده على ظهره، بعد كل تلك العشرية من الهمجية، لولا أحرار هذا الوطن الذين قرروا في ظروف صعبة إخراجه من هذه المحنة مهما كان الثمن، إنما لحظات تاريخية في مسيرة هذا الشعب الذي يعرف قول كلمته في الوقت المناسب.