طباعة هذه الصفحة

في يوم الطالب.. أين منظمات الطلبة؟!

أمين بلعمري
19 ماي 2020

الملاحظ في احتفاليات هذه السنة باليوم الوطني للطالب، الغياب التام لمنظمات الطلبة التي لم نسمع لها صوتا يعنيها هي بالدرجة الأولى؟

قد يتحجج البعض بجائحة  كورونا ولكن هذا لا يشفع لهم لأن الطالب لا يمكنه أن يبقى على الهامش، عندما يتعلق الأمر بالوطن، كما لم يغب أسلافه الذين وضعوا القلم ورفعوا السلاح، إلى حين، استجابة للنداء ورغم الظروف الصعبة والمحيط المعادي والمضلّل، أثبت الطالب الجزائري مدى وعيه والتزامه لأنه لم يتوقف عن البحث عن الحقيقة والهوية التي حاول الاستعمار طمسها واستبدالها بأكذوبة الجزائر فرنسية؟

لقد أنهك التوظيف السياسي جامعاتنا بعدما استنزفتها صدامات هامشية، أبعدتها عن وظيفتها الرئيسية المتمثلة في البحث العلمي والإنتاج الفكري، صراعات جعلت منظمات الطلبة لا تهتم بتمثيل وتأطير الطالب بقدر ما تهتم بتحقيق الأجندات السياسية للأحزاب التي تقف ورائها – للأسف -؟ وهذا ما أدى مع الوقت إلى تمييع النضال الطلابي واختصاره في غلق أبواب إدارات المعاهد والكليات؟ ما عدا ذلك لم نعد نر لهذه المنظمات أي نشاطات علمية ولا ثقافية؟.

إن الطلبة الذين سيخرج من بين صفوفهم، المسؤول السياسي، الضابط العسكري، الطبيب، المهندس والأستاذ... الخ، يجب أن يتلقوا من التلقين والتكوين ما يخوّلهم ويؤهلّهم لتحمل هذه المسؤوليات بل يجب تحضير الطالب نفسيا بأن وجوده بالجامعة هو لكي يكون إطارا في المستقبل ولكن ليس بالمشهد الجامعي الحالي الذي تبدو فيه جامعاتنا وكأنها دور حضانه للبالغين؟.

لقد آن الأوان لكي تصبح اتحادات ومنظمات الطلبة محركا حقيقيا لديناميكية جامعية بنفس جديد تختلق الفرص والشراكات لفائدة الطالب وتساهم في زرع روح الابتكار والإبداع بين صفوف الطالب وكذلك المساهمة في التكوين السياسي وليس السياسوي من أجل توظيفه كورقة لتحقيق مآرب شخصية أو حزبية؟

هل من المعقول أن يكون في مقاعد الجامعات الجزائرية طلبة وطالبات لا يعرفون أسماء أسلافهم من شهداء الجزائر من أمثال، عبد الرحمان طالب، عمارة رشيد، مريم بوعتورة وغيرهم الذين لم تحمل أسمائهم مؤسسات تربوية أو جامعية أو لم تذكر أسماؤهم؟