طباعة هذه الصفحة

رأي

كل يوم والطفولة بألف خير

بقلم : حبيبة غريب
02 جوان 2020

نحتفي من الفاتح الى غاية 16 جوان من كل سنة بالطفولة  في بعدها العالمي والإفريقي والوطني … مناسبات لتسليط الضوء على عالم البراءة و متطلباته و ما علينا  مراجعته  و تصويبه في واجباتنا نحو البراعم الصغار،   بذرة جيل الغد  حتى نوفر لهم الغداء و السلامة و الصحة و الرفاهية و حقهم في التعلم و التسلية و العيش بسلام.
تعود المناسبة سنويا ومعها البرامج الثقافية و الاجتماعية التي تسطرها الهيئات الرسمية و الجمعيات الخيرية و الثقافية و يكثر الحديث كل  سنة  عن الطفل و العنف ضده و عن الآفات الاجتماعية التي قد تهدد مستقبله و حياته و عن التغيرات  في نمط معيشته  التي فرضتا العصرنة و التكنولوجيات الحديثة و تكثر أيضا الفقرات الترفيهية التي  تقدم للطفل من مسرحيات و عروض موسيقية و بهلوانية و غيرها... و بين هذا وذاك يبقى  إعطاء الطفل الفرصة للتعبير عن نفسه و عن طموحاته و انشغالاته و عن نظرته الصغيرة للحياة، أمر بعيد  نوعا ما عن التصور و غائب عن الأجندات ، لأننا و بكل بساطة لا يزال الكثير منا ينظر إلى الطفل على انه كائن صغير، لا يعي جيدا كل ما يحيط به، ولا يحتاج منا سوى الكماليات والأكل و اللباس  و التعليم   و الحماية...  لكن الكثير يتغافل عن حاجة الطفل في تنمية مهاراته الفكرية و الفنية و الجسمية ، ويحتاج إلى من يساعده على اكتشاف  مواهبه و علامات التميز فيه و الأكثر من ذالك يحتاج إلى من يغرس فيه  القيم الإنسانية الجميلة ويقوي ثقته في نفسه  ويساعده على بناء شخصيته بطرق سليمة و راقية...  
لقد ساعدت البرامج و المسابقات الثقافية و الفكرية و الفنية الافتراضية في زمن تفشي فيروس كورونا على اكتشاف العديد من النوابغ الصغار في الفن التشكيلي و الكتابة بكل مجالاتها و في الطرب و العزف و الغناء و كذا في التمثيل المسرحي، ... مواهب جميلة  لا تحتاج سوى  لمن يؤمن بها و يشجعها و يحتضنها ليضعها على الطريق الصحيح.... وليكن الاحتفال بالطفل يوميا من خلال الدعم و التوجيه السليم  لا مناسبتيا  كرقصة العرائس التي تؤدي  دورتين على الركح تحيي ثم ترحل...