طباعة هذه الصفحة

كلمة العـدد

الفن حاضر

بقلم: حبيبة غريب
21 جوان 2020

لا يجادل اثنان بخصوص عراقة وأصالة الفن التشكيلي بالجزائر، وحول عدد المبدعين والموهوبين الذين خلّد التاريخ أسماءهم، وتعدّت شهرتهم حدود الوطن إلى العالمية..أسماء أصبحت بعضها مدارس يدرس أسلوبها وتقنياتها الكثير من الرسامين الجدد...   
مرّ الفن التشكيلي بالجزائر بالعديد من المتغيّرات عرف من خلالها عصره الذهبي، وانتعاشا سجلته مشاركة فنانين في المعارض الوطنية، العربية والأجنبية، وعرف أيضا عصر الركود واختفاء أروقة ومهرجانات ذاع صيتها كثيرا، وكذا تهميش مواهب وأسماء مخضرمة ومبدعين شباب، حتى بات الفن التشكيلي مجالا لا تفقهه إلاّ نخبة معينة من متذوقي الألوان والأشكال، وفوّتت عليه فرصة أن يكون في قلب مشاريع فنية وسياحية تصب في التنمية الوطنية...
ويعرف هذا الفن صمودا قويا من رجالاته، الذين يحاولون طبع بصمتهم في الساحة الفنية الوطنية والدولية من خلال المشاركة في المعارض الفردية أو الجماعية التي تقام هنا وهناك، وحضور بعض المسابقات والمهرجانات والبحث المستمر عن المواد الأولية، وكذا نقاط بيع أعمالهم، والتي غالبا ما يتحولون فيها إلى تجار يروجون بأنفسهم لها، هذا في غياب سوق منظمة تحفظ لهم حقوقهم وتعرف بمنتوجهم، تقف وراءها مؤسسات مختصة في التجارة الفنية أو أروقة عرض يديرها ملمّون بالفن وطرق التعريف به.   
بعيدا عن البكاء على الأطلال، نحتاج اليوم إلى سوق حقيقي للفن يكون مربوطا بانتعاش قطاعي الفن والسياحة، وقبله يغرس عند المواطن ثقافة الاهتمام بالفن التشكيلي من خلال التعريف أكثر بكل ما له صلة بالريشة والألوان والنحت والرسم على الرمل والزجاج والحرير وغيرها، فالرّهان الكبير اليوم هو أن نجعل الجزائري يشتري لوحة فنية أو منحوتة مصنوعة بأنامل وطنية يزين بها بيته، بدل اقتناء ديكورات بلاستيكية مستوردة.
فالأسف الشديد الفن التشكيلي موجود لكن سوقه غائبة.