طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

حنين

سميرة لخذاري
10 ماي 2014

أصبح الفن الراقي الهادف في زمننا في خبر كان، يحارب من أجل البقاء في مستنقع الغناء الهابط الذي للأسف استهوى وسرق آذان الشباب.
لا ينكر جاحد دور التنوع الغنائي الذي يبصم الساحة الفنية، هذا الثراء الذي من شأنه فتح الفرص للثقافة الوطنية باختلاف مشاربها وأنواعها لطرق باب كبرى المحافل الدولية، ما يساعد على التصدي من جانب لرياح العولمة، ومن جانب آخر لفرض التشبث بالهوية والشخصية الجزائرية والتحلي بالغيرة الدفينة داخل قلب كل طموح يسعى إلى نقش اسمه في خانة مبدعين من طينة الكبار.
رغم هذه الطموحات التي وإن كانت تبحث على الشهرة فإن وراءها منفعة تعود عموما إلى الثقافة الجزائرية، هذه الأخيرة التي حملت في أحشائها فنا عريقا كانت لا تخلو منه عائلة خاصة العاصمية منها، هي تلك الأغاني، القصيد والطقطوقات التي صدحت في شوارع مناطق عديدة من الوطن، الآن هي تعيش في عزلة وتهميش ، صنعها جمهور التف عليها في سنوات وحقب وهجرها في سنوات وعصر تدني الذوق والحس الفنيين.
وتبقى أغنية الشعبي عصب الفن الراقي التي اجتمع على كلماتها أفراد الأسرة الواحدة دون حياء، وتبادل فيه أصحاب الحس الفني هدايا في هذا النوع، وهي اليوم تشهد منافسة من طرف أغاني خفيفة بكلمات هابطة لا مجال للمقارنة بينها وبين الأغنية النبيلة ذات الجذور الجزائرية المحضة.
أردنا في هذا العدد من “الشعب الثقافي” أن نقف عند أغنية الشعبي، هذه الأخيرة التي أكّدت على صمودها رغم كل العراقيل، استمرت في الوجود وما تزال تحجز مكانا لها على الأقل لدى الذواقين للفن وليس محبي الريتم والموسيقى فحسب، ما تزال تصنع الفارق، وتحاول إعادة بريق الفن الجزائري الذي عرفته مختلف مناطق الوطن في سنوات ذهبية انتعشت فيها الثقافة.