طباعة هذه الصفحة

الموت جوعا

حمزة محصول
20 جويلية 2014

بينما تزهق أرواح المئات من المسلمين يوميا، جراء الاقتتال الداخلي أو جراء العدوان الأجنبي، كما يجري حاليا في غزة، رغم أن المقاومة تكتب هناك قصص الصمود والشهامة والنصر على الصهاينة، يتهدد الصوماليين أسلوب آخر من البطش بأرواحهم في البوادي القاحلة.
الموت جوعا أو المجاعة، كان على مر التاريخ العدو الأول لشعب الصومال، حيث أهلك الملايين ورسم صورا مفجعة لنهاية أطفال وشيوخ ونساء بأمعاء خاوية ملتصقة، ماتو وهم لا يملكون طاقة لطرد الذباب والحشرات من على أجسادهم النحيلة.
كانت آخر تراجيديات المجاعة في الصومال عام 2011، حين أدى الجفاف الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد، إلى وفاة حوالي 250 ألف شخص، ولولا تدخل المجتمع الدولي بتقديم مساعدات غذائية عاجلة لفاق عدد الضحايا ذلك بكثير.
اليوم وبعد 3 سنوات من هذه الكارثة، تلوح في الأفق أزمة غذاء جديدة تنذر بهلاك العديد من الأشخاص. وتفاديا لذلك، دقت 19 منظمة إنسانية ناقوس الخطر، ودعت إلى تقديم مساعدة تفي بحاجيات السكان لـ6 أو 9 أشهر قادمة. غير أن ذات المنظمة اشتكت قلة الدعم المالي اللازم.
من الواجب أن لا يقف العالم يتفرج على أناس يهلكون جوعا تحت خيم بالية في العراء وملابس رثة، كما كان عليه الحال في الأعوام الماضية، ويفرض التضامن الإنساني على الشعوب وليس المنظمات الرسمية وغير الرسمية فقط تقديم يد العون والمساعدة لهؤلاء البؤساء.