يوجد في السوق تجّار مميّزون، يتقنون حرفتهم، ولا يبخلون على زبائنهم بالنصيحة، وإلى جانب ذلك يضعون أمامهم العديد من المقترحات من أجل استعمال جيّد للبضاعة التي اقتنوها، وأحيانا يقدّمون أسرارا مجانية، مع خبرتهم الطويلة في مزاولة حرفة التجارة والاحتكاك بالتجار والزبائن على حد سواء.
يشدّك تاجر الفخّار فيظهر خبير في الاعتناء بتلك الأواني من أجل أن لا تتعرض للانكسار والتلف بسرعة ويتسنى الاحتفاظ بها لفترة زمنية طويلة في المطابخ، وتجده يمنح أسرار منع “طاجين الطهي” الطيني سواء المخصص للخبز أو العديد من الوصفات من الانكسار، عن طريق وضعه قبل استعماله في إناء من الماء ثم طليه بالزيت، وبعد أن يجف تماما يوضع على نار هادئة، قبل الشروع في عملية الطهي.
ونجد تاجر النحاس وتاجر القماش وتاجر التوابل وما إلى غير ذلك، حريصون على عدم الاكتفاء بعملية البيع، بل يشعرون أن دورهم لا ينتهي عند هذا الحد، وهذا يعكس تخصص التاجر ومساره الطويل في هذه المهنة، لا تاجر مناسبتي ينتقل من تجارة إلى أخرى، كلما تغير الموسم وبدت الأرباح بالنسبة إليه أكبر وأهم، وبعض الباعة تجدهم يغيرون تجارتهم من دون تغيير السجل التجاري وهذا مالا يسمح به القانون ويعد تجاوزا صارخا لحرفة التجارة وعدم احترام قواعدها.
ويجب أن يدرك البائع أن التمسك بتجارة واحدة تجعل له زبائن دائمين وأوفياء متأكدين من جودة سلعته، ويشيرون إليه بالبنان داخل السوق بأنه بائع تلك السلعة وينصحون بالتوجه إلى محله التجاري لاقتناء مختلف البضائع والسلع.