طباعة هذه الصفحة

سلوكات

سلوك الرحمة

فضيلة بودريش
10 مارس 2025

 لا يقتصر عمل الخير على ميسور الحال، فمتوسط الدخل يحاول بدوره، الانخراط في هذا المسعى في حدود إمكاناته المادية، ويساهم في نشر وترسيخ العمليات التضامنية وسط المحتاجين والمرضى بحماس كبير، ويدعم الفعل التضامني بشكل محسوس في شهر الصيام، وضمن أشكال هذا التضامن ينبغي تسليط الضوء على عملية يشترك فيها التاجر والمستهلك على حد سواء، ويساهمان في تحريكها بشكل يستحق الثناء والإشادة من أجل تعميمها.
ومن الصور البارزة خلال شهر الرحمة، نذكر قيام المستهلك بمنح الخباز مبلغ من المال، ويطلب منه توزيع الخبز مجانا خاصة لذوي الأمراض المزمنة، ويتعلّق الأمر بالمصابين بالضغط الدموي على وجه الخصوص، ويكون في أغلب الأحيان “خبز من دون ملح”، فهناك من يدفع ورقة بقيمة 1000 أو 2000 دج أو أكثر، بهدف تمويل العملية الخيرية، والجدير بالإشارة فإنه يوجد انسجام وتنسيق محكم بين الخباز والمستهلك، فبمجرد أن يطلب منه تمويل عملية خيرية، يسرع باهتمام، ويطلب من المواطن عدد الخبز الذي ينوي توزيعه على كل من يطلب “خبزا من دون ملح” على سبيل المثال.
وتوجد أشكال أخرى يشترك فيها الخباز والمواطن، وتتمثل في قيام مستهلك في كل مرة بتموين مطعم الرحمة، في حين بالنسبة للميسورين فإنهم يتفقون مع عدة تجّار قد يكون بائع الخضر أو الجزار، حيث يدفعون مبالغ مالية بشكل مسبق من أجل تموين مطاعم الرحمة طيلة شهر الصيام بمواد معيّنة، وبطبيعة الحال هؤلاء التجار لا يتردّدون في خفض أسعار السّلع ويكون هامش ربحهم رمزيا وأحيانا عندما يدركون بأنها موجة لعمل الخير يرفضون أخذ أي أرباح، وهذا المطلوب في شهر الرحمة أن يتحلى الجميع في سلوكهم بالرحمة.