طباعة هذه الصفحة

سلوكات

صــــــــــــــــدق تـــاجـــــــــــــــر

فضيلة بودريش
19 مارس 2025

 

 بعض الزبائن يصاب بالدهشة، عندما يكشف له التاجر محاسن ومساوئ السلعة التي يعرضها للبيع، وفوق ذلك يحرص أن يقف عند منتصف المسافة بين مصلحته التجارية وكذا مصلحة المستهلك، لأنه يتحلى بضمير حي، ويحرص أن يكون ربحه التجاري مستحقّ، بعيدا عن الأساليب الملتوية وحيل التلاعب ومحاولات الغشّ، عن طريق استعمال الكلام المعسول والتبرير الخيالي الذي لا يمت بأي صلة للواقع، من أجل إقناع المواطن بالإقبال على عملية الشراء، حتى وإن كانت السلعة غير مطابقة للمعايير، مهما تنوّعت، سواء كانت خضرا أو فواكه أو حلويات وما إلى غير ذلك.
قد نصادف في السوق تاجرا مختلفا، لا يصرّ بإلحاح على بيع سلعته، بل يترك حرية الإخيار للمشتري دون الضغط عليه وإغرائه بالفرصة المعروضة أمامه، بل إنّ هناك من التجار من يكشف لك المحاسن والصفات الجيّدة في البضاعة، ويترك بموضوعية وحياد القرار للزبون، دون أن ينطق بكلمة واحدة، وهذا في حد ذاته، يعد سلوكا إيجابيا ينبغي أن يعمّم على معظم التجار وينصح التحلي به كنموذج أفضل لكل من يمتهن النشاط التجاري.
ويذكر أنّ بعض التجار يقفون مع المستهلك في أغلب الأحوال، في سلوكات تنم عن الشهامة والانضباط، يحترمون فيها القاعدة التجارية، وبمثل هذه السلوكات، يمكن أن يعرف السوق استقرارا والنشاط تنظيما، حيث لا يمكن للدخلاء، أن يصولوا ويجولوا فيها متى شاءوا، لأنّ التصرّفات السلبية ومظاهر الجشع تصدر في أغلب الأحيان من التجار المزيّفين والجشعين، وأولئك الذين ليس لديهم أي علاقة بالنشاط التجاري، وتجدهم يغتنمون الفرص من أجل تحقيق ربح وفير على حساب القدرة الشرائية للمواطن، وما أحوجنا إلى احترافية وصدق التاجر.