طباعة هذه الصفحة

سلوكات

استقطــــــــــــاب

فضيلة بودريش
26 مارس 2025

 

تختلف الأسعار التي يحدّدها التجار لسلعهم المعروضة للبيع، حيث تتباين من تاجر لآخر، مما يثير تساؤلات المستهلكين حول أسباب تفاوت الأسعار، خاصة عندما تكون السلعة واحدة ومن نفس المصدر.
يرى البعض أن رفع بعض هوامش الربح بشكل مبالغ فيه يعد استغلالًا واضحًا للمستهلك، خصوصًا في ظل المنافسة الشرسة بين التجار داخل السوق لجذب الزبائن. ومع ذلك، يصر بعضهم على فرض أسعار مرتفعة لتحقيق أرباح مضمونة وأكبر، متجاهلين مبدأ المنافسة العادلة.
في كثير من الأحيان، يتمتع بعض التجار بمواقع استراتيجية داخل الأسواق، مثل الواجهات الأمامية التي تمنحهم فرصة أكبر لجذب الزبائن. ويستغل بعضهم هذا الامتياز برفع الأسعار، مستفيدين من القواعد التجارية التي تمنحهم حرية تحديد هامش الربح. في المقابل، يلجأ تجار آخرون، خاصة من يملكون محلات في مواقع أقل ظهورًا أو بعيدة عن الشوارع الرئيسية، إلى خفض الأسعار لجذب المستهلكين، ممّا يعزّز سمعتهم كتجار يقدمون أسعارًا تنافسية. بمرور الوقت، يساهم ذلك في انتشار صيتهم وزيادة الإقبال عليهم، حيث يركزون على تقديم معاملة جيدة وسلوك حسن، وهي عوامل تلعب دورًا هامًا في بناء الثقة مع الزبائن وضمان استمرارية تجارتهم لسنوات طويلة.
من الجدير بالذكر أن التاجر الذي يعتمد على رفع الأسعار دون مبرر قد يُكشف أمره مع مرور الوقت، ما قد يؤثر سلبًا على سمعته. لهذا، ينصح بعض المتسوقين بتجنّب الشراء من التجار المتواجدين عند مداخل الأسواق، حيث تكون الأسعار غالبًا أعلى مقارنة بالتجار المتواجدين في عمق السوق أو نهايته. في نهاية المطاف، تبقى الأسعار وجودة السلع العاملين الأساسيين في جذب المستهلكين وضمان استمرارية أيّ نشاط تجاري.