طباعة هذه الصفحة

سلوكات

الخـبرة والمصداقيـة

فضيلة بودريش
27 مارس 2025

 

بدأت تجارة الحلويات خلال الأيام الأخيرة من شهر الصيام تتسع بعرض كبير ومتنوّع وفخم، يتيح لجميع الأذواق اقتناء ما يحتاجونه خلال عيد الفطر، وفوق ذلك يتوافق مع قدرتهم الشرائية، في وقت صارت العديد من الأسر تفضل شراء الحلويات جاهزة من أجل استقبال ضيوفها أو تقديم علب لهدايا رمزية خلال الاحتفال بأيام العيد المبارك.
 وبهذه المناسبة، فإنّ جميع الحرفيات اللائي ينشطن عبر مواقع التواصل الاجتماعي والماكثات بالبيوت وأصحاب محلات تحضير الحلويات التقليدية، يستعدن بشكل مبكّر في استلام طلبيات الزبونات، من أجل توفيرها في الوقت المناسب، لكن ليس كلّ ما يلمع ذهبا وقد يتعرّض المستهلك للغشّ ويقع فريسة للتحايل عندما يشتري هذه الحلويات جاهزة من أشخاص مجهولين وأحيانا لا تكون أمام من لحق بهم الضرر استعادة ولو جزء من الثمن الذي دفعوه.
صحيح أنّ الحلويات التقليدية تكون ذات جودة وفخمة عندما تحضر من مادة اللوز والجوز والفستق والبندق، لكنّ أسعارها قد تتجاوز 250 دج للقطعة الواحدة، وهذا ما يجعل البعض الآخر من ذوي الدخل المتوسط، اقتناء حلويات من الفول السوداني والجوز الهندي والشكولاتة، وإلى هنا كلّ شيء عادي، لكن هناك من التجار ممّن يعكفون على تسويق حلويات العيد، يعرضونها على أساس أنّها محضّرة من المكسرات وبسعر جذّاب لا يتجاوز 120 دج للقطعة الواحدة، لكن المتذوّق الجيّد يكتشف أنّ الحرفي والبائع، قد تلاعب بالمواد ووضع بدل اللوز، مادة الفول السوداني بينما غشّ آخرين يقودهم إلى القيام بمزج البسكويت المرحي مع إضافة القليل من مذاق اللوز ولونه الأبيض ويشكّلون منه بعد ذلك حلويات الفواكه وعدّة حلويات تقليدية أخرى.
ينصح بعدم اقتناء حلويات العيد من تجار مجهولين، لأنّ عنصر المفاجآت سيكون واردا وبقوّة، في ظلّ توفر كثرة الخيارات، سواء أولئك الذين يعرضون حلويات العيد بأسعار تنافسية عبر وسائط التواصل الاجتماعي أو المحلات المختصّة، ويجب التأكد من خبرة ومصداقية ما يعرض، على اعتبار أنّه يمكن طلب تذوّق الحلوى المعروضة للبيع والتأكّد من مدى مطابقة النوعية للمواصفات قبل تسجيل الطلبية. ينبغي أن لا يتردّد المستهلك في فضح كلّ من يتلاعب بمكوّنات الحلويات، حيث يقدّم عرضا مغشوشا، يضرّ فيه المستهلك من خلال أخذ سعر لا يتناسب مع العرض المقدّم، عن طريق القيام بفضحه والتنديد بسلوكاته المزيّفة أمام الجميع.