كلمة العدد

شهداؤنا.. فخر لنا

جمال أوكيلي
03 ماي 2015

تسجل عملية إعادة تسمية الأحياء عبر كامل الولايات تقدما مشجعا قدرت بنسبة عالية وصلت إلى حدود ٨٠ ٪، وهذا قبيل انتهاء الآجال المحددة إلى غاية شهر جوان القادم وهذا على مستوى الجماعات المحلية التي تتكفل بكل هذه الاجراءات الجديدة ماديا وبشريا، خاصة ما تعلّق بمرحلة ما بعد هذا العمل أي مسألة الصيانة والحفاظ على اللوحات من التلف أو إلحاق الضرر بها كونها ستكون هذه المرة مصنوعة من مادة خاصة وفق مقاييس جدير بإيلائها العناية اللازمة.
والشروع في هذا النشاط الحامل لأبعاد تصحيح الكثير من الذهنيات وهذا من خلال دعوة الجميع بدخول مرحلة جديدة منطلقاتها إعادة الاعتبار لشخصيات المقاومة الشعبية والثورة التحريرية الذين قدموا أنفسهم من أجل تحرير الجزائر.
هذا التوجه هو الذي اختير أن يكون مصدرا هائلا وخزانا من ذهب لكل شهداء الجزائر والواجب الوطني الذين تصدوا لفرنسا والذين فيما بعد قهروا الإرهاب ملحقين به خسائر لا تعد ولا تحصى.
وعليه، لابد من تثمين هذه العملية وهذا بإدراجها ضمن التحسيس والتوعية تجاه مسألة حساسة جدا متعلقة أساسا بحمل الذاكرة المتعلقة بكفاح الجزائريين وتجسيدها في يومياتنا عبر دلالات التسمية الخاصة بالشهداء الأبرار والتي تؤكد على ذلك التواصل بين الأجيال، والتعلق بمبادئ أول نوفمبر المجيدة.
ومن الآن فصاعدا، فإن ما كان يطلق عليه من أسماء تعود لمجرمي الاستعمار الفرنسي من الضباط الغلاة، والجلادين ولصوص الأرض، ومستغلي الانسان سيمحي من واقعنا كلية وهذا بفضل هذا المسعى القائم على إرادة لا تلين وبعيدة عن التأثر بالتداعيات الناجمة عن عادة تداول هذه “الأسماء” والتي للأسف ما تزال على ألسن البعض.
ورويدا.. رويدا ندخل مربع جديد في تسمياتنا لأحياءنا، وفضاءتنا لنتخلص من تلك الكوابيس المزعجة عندما نسمع “كافنياك” “ميسوني” و«روندو” ورموز أخرى لقتلة هذا الشعب والذين عندما غزوا هذه الأرض الطيبة والطاهرة كان شعارهم “أقتلوهم جميعا” أي أبيدوا الجزائريين عن آخرهم. وهذا ما كان مع قبيلة “العوفية” بالحراش آنذاك.
هذا التذكير لابد منه حتى نعيد تاريخ هؤلاء وننتقل إلى مرحلة أخرى لا خيار لنا سوى السير على هذا المنوال الذي اخترته السلطات العمومية، وهو إزالة كل هذه المظاهر السلبية وتبعا لذلك، فإن ما كان يعرف بحي ٢٠٠٠ و١٠٠٠ و٥٠٠ سكن، ومؤسسات تربوية باسم “مديرية الحديد والصلب”، وغيرها من الأسماء الغريبة ستنزع كليا وسيعود اسم الشهيد إليها، في الوثائق والمراسلات والفواتير، هذه هي أبعاد العملية، وقد يخطئ من يعقتد بأن الأمر يعد تقنيا بل يكملّ العنصر السياسي والفكري الذي نود أن يكون سائدا في المستقبل حتى تستكمل الصورة بالشكل كذلك الذي نبحث عنه وهذا بإشراك جميع المعنيين سواء الجماعات المحلية أو مصالح أخرى كمديريات المجاهدين وملفات التسمية المودعة لديها حقا تعتبر جديرة بالاهتمام كونها تجاوزت الآلاف.. كلها ستبث في أحياء الجزائر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024