طباعة هذه الصفحة

لننظر إلى النصف الآخر من الكوب!..

¯ يكتبها: توفيق يوسفي
08 مارس 2013

لا يمكن لعاقل أن يتجاهل المشاكل التي يعيشها المواطن ولا الصعوبات والتحديات التي تواجهها البلاد.. فأزمة السكن لا تزال خانقة.. والبطالة تواصل تكبيل زنود الشباب.. والجريمة تبقى متفشية.. والأسعار ترفض الخضوع لسقف القدرة الشرائية للمواطن.. والفساد والرشوة يواصلان امتصاص جهود التنمية الوطنية ومدخرات الشعب..
هذه حقائق لا يمكن إخفاؤها، ويبقى من الضروري دائما طرحها والعمل على حلحلتها ومعالجتها، غير أن التركيز دائما عليها، وعليها فقط، والإصرار على إثارتها، بمناسبة وغير مناسبة، هو في الواقع بمثابة تركيز على النصف الفارغ من الكوب.. مما يجعله طرحا عقيما وغير منطقي.
إن النظر إلى النصف الملآن من هذا الكوب قد يكون في حد ذاته مفتاح حل هذه المشاكل بما يمنحه من ثقة في النفس ويفتح من آفاق رحبة للتفاؤل، فلماذا الإصرار على تسويد الصورة وبث الشعور باليأس والإحباط؟! ولفائدة من؟!.
نتابع يوميا عبر وسائل الإعلام وحتى في أحاديثنا اليومية، تركيزا رهيبا على الأخبار الوطنية التي تبرز الجانب السلبي لمجتمعنا كجرائم القتل والاختطاف وتهريب المخدرات والانتحار والحركات الاحتجاجية وملفات الفساد والرشوة وقضية سوناطراك الثانية.. وهي قضايا جديرة بالطرح والإثارة، لكن الملفت للانتباه أننا نتجاهل، عن قصد في كثير من الأحيان، الحديث عن الأشياء الجميلة في بلادنا لأننا نتجنب عمدا النظر للجزء المليء من الكوب.
ففي خضم هذا السواد الحالك الذي يحاول البعض فرضه مرت علينا أحداث مشرقة ومشرفة مرور الكرام، أحداث وإنجازات تضيف للرصيد الحضاري للجزائر ومكانتها الدولية ومع ذلك لم نفرح ولم نتباهى بها، فحتى إنجاز صنع طائرة بدون طيار على يد فريق من الباحثين الجزائريين الشباب لم يصنع الحدث؟! ولا حصول مصطفى الشريف الأستاذ بجامعة الجزائر على جائزة اليونيسكو للثقافة العربية وحوار الحضارات لفت الانتباه رغم أن ذلك يعد تكريما للجزائر على إنتاجها العلمي ومساهمتها في التعريف بالحضارة العربية الإسلامية والتعايش السلمي بين الشعوب؟!.
لذلك علينا دائما الدفاع عن الحقيقة..

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.