طباعة هذه الصفحة

''الإفريقية'' في الواجهة

حمزة محصول
10 مارس 2013

 احتفلت نساء العالم في الأيام الأخيرة بعيدهن العالمي، وقدّمت كل الدول التهاني الحارة والهدايا الرمزية والثمينة لنسائها، اعترافا بدور المرأة ومكانتها في المجتمع التي تتعزّز من سنة إلى أخرى.
وبينما نالت شريحة واسعة من النساء كامل التقدير والاحترام، اعترافا بانجازاتهن وإسهاماتهن على قدر من المساواة مع الرجل في خدمة الصالح العام، وإحداث التطور المنشود في شتى الميادين، حظيت فئة واسعة من نساء العالم الثالث وإفريقيا على وجه الخصوص بحملة تضامنية واسعة قادتها منظمة الأمم المتحدة تحت شعار ''اتّحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة''، وتدعو  جميع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمنظّمات النسائية والرجال والشباب والقطاع الخاص ووسائط الاعلام إلى مظافرة جهودها في معالجة الظاهرة العالمية الخطيرة.
الإحصائيات المتعلقة بأعداد اللّواتي تعرّضن لمختلف أشكال العنف تفوق الملايين، والأدهى أنّ النسبة العظمى من تلك الأرقام هنّ نساء إفريقيا، فغالبيتهن ضحايا الحروب الأهلية والنزاعات التي لا تنتهي،  قضين نصف أعمارهن لاجئات في المخيمات على حدود الدول المجاورة، ومن سلمت من الحرب لم تسلم من المجاعة والفقر والجهل، ولا تملك أدنى فكرة عن وجود عيد عالمي لها، يتوقف عنده العالم لتقييم واقعها وتعزيز حقوقها وحمايتها.
لقد أصبحت صور المرأة الافريقية بملابسها الرثة وأشغالها الشاقة، وجلوسها لأيام طويلة تنتظر وصول رغيف الخبز، شيئا من الفولكلور الافريقي، لأنّ واقع الحال لم يتغير منذ مئات السنين، ولم تكف  الخطابات الرسمية التي تلقى كل ٠٨ مارس من تغييره نحو الأفضل، وينبغي الاعتراف أنّه سيأخذ وقتا طويلا انطلاقا من بسط الاستقرار إلى زيادة فرص التعلم وفتح أفاق الشغل.
وتستحق مبادرة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ''إيسيسكو'' بالتعاون مع البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا، القاضية بتنفيذ مشروع اقتصادي واجتماعي يسمح لـ ٢٠٠ امرأة إفريقية من دول بوركينافاسو، الكاميرون، النيجر والطوغو ممّن يعانين الأمية، بالاستفادة من تقنيات تسيير المشاريع الصغرى المدرّة للدخل، كل الدعم والاشادة.