طباعة هذه الصفحة

نزيف حاد..

جمال أوكيلي
10 مارس 2013

ظاهرة مخيفة تنتشر في قطاع التربية حاليا ألا وهي مغادرة الكفاءات لمناصب عملها باسم التقاعد المسبق وغيره من الأسباب..  ولا أحد من الجهات المسؤولة تساءل عن هؤلاء الذين ينفرون في صمت وهدوء.. وهم الذين يحوزون على تجربة ثرية ورائدة في التعليم.
هؤلاء المعلمون والأساتذة في كل الأطوار من حقّهم أن يستفيدوا من الخروج بترك آخرين تحمل مسؤولية تدريس أجيال من التلاميذ، خاصة الذين أنجبتهم الجامعة ومراكز التكوين، إلا أن هذا النزيف يزداد حدّة وإلى درجة لا تطاق .. هناك في بعض المؤسسات عينات تقدر بحوالي 10 أساتذة يعدون ملفاتهم لـ “الفرار” من التدريس.
ولا ندري لماذا كل هذا السكوت من الأوساط المعنية التي لا يهمها الأمر.. نظرا لغياب حد أدنى من التحاور والاتصال المباشر من خلال آلية إصغاء تكون بمثابة الوسيط الذي يعي انشغالات هؤلاء الأشخاص.
ولابد من الاشارة هنا، إلى أن لم يعد بإمكان المعلمين أو الأساتذة تحمّل ضغط البرامج وكذلك ضغط المسؤول الأول عن المؤسسة الذي يطالب بنتائج فورية.. ناهيك عن عوامل أخرى منفرة ناجمة عن التداخل الموجود بين المهام  النبيلة للمعلم والأساتذة في القيام بالتدريس وتكليفه بالتزامات إدارية كملء الوثائٍق التي هي من صلاحية المساعدين التربويين في مصالحهم، هذه الازدواجية وغيرها من الأشياء كالدعم في أوقات العطلة القانونية والنشاطات الخارجة عن نطاق عمل هؤلاء.. كل هذا دفع بالكثير الذهاب إلى قطاعات أخرى ينطبق عليها المثل الشعبي “راقدة وتمونجي”.
كل هذا يأتي في الوقت الذي توجد فيه الدائرة الوزارية في خضم الاصلاحات التي باشرتها منذ شهر فيفري الى غاية الجلسات الوطنية المقررة من 9 إلى 11  أفريل، للتقويم المرحلي للتعليم الالزامي.. وهذا بعد 10 سنوات من تطبيق المنظومة التربوية ... لضبط الاختلالات واقتراح التعديلات الضرورية.. ولعلّ هذه الالتفاتة تعيد الاستقرار لعامل الموارد البشرية.