طباعة هذه الصفحة

محاربة الإرهاب مهمة أممية

س/ ناصر
24 جانفي 2012

انعقدت، الأربعاء الماضي، قمة ثلاثية بين كوريا الجنوبية والصين واليابان، هدفها الدفاع المشترك ومحاربة الإرهاب لاستتباب الأمن والسلام بالقارة الآسيوية، لأن الإرهاب بمختلف أشكاله ودعمه بالإتجار في المخدرات والأعضاء البشرية وتبييض الأموال وإقامة حروب ونزاعات دولية، كلها جرائم ضد الإنسانية يجب مكافحتها ومحاربتها، وإن كان الإنسان هو المتسبب في اندلاعها بطريقة أو بأخرى، وبالتالي فهي ظواهر مرضية وليست صحية يتحتم علاجها والتخلص منها بمعرفة أسباب وجودها، وذلك بالطرق السلمية لاستتباب الأمن والسلام في ربوع المعمورة. لأن الحلّ الأمني لا يأتي بنتيجة، بل يزيد الوضع تعقيدا وانتشارا أكثر لظاهرة الإرهاب، حيث جرّب في الكثير من الدول التي عرفت إرهابا مدمّرا لم يتوقف إلا بالحوار والحلول السلمية والمصالحة الوطنية وتعويض المتضررين وغيرها.
ولأن الإرهاب لا لون له ولا جنسية له تتطلب مكافحته مجهودات أممية سواء المنظم لجرائمه أو الإرهاب الذي يحقق جرائمه عشوائيا.
فقد جاء مجلس الأمن الدولي بعد تأسيس منظمة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية في اتفاقية «بريدن ووتز» لتحقيق الأمن والسلم للبشرية جمعاء بعد الحروب التي عانت منها، فهل حقق هذا الجهاز الأمن الدولي فعلا؟ أم أن المقصود بأمن الشعوب هم شعوب الدول الكبرى، التي تتمتع بحق «الفيتو» وحلفائها باعتبار الدول الكبرى هي التي أبقت على النزاعات بين مستعمراتها سابقا حول الحدود وهي التي تزكي نار الفتنة فيما بينها وتغليب جهة على حساب جهة أخرى، لتكريس التبعية لها.
إن ظاهرة الإرهاب التي أطالت الكثير من الدول لا تفرق بين هذا أو ذاك ولا بين الرجل والمرأة ولا بين الكبير والصغير. وتستبيح الأعراض والممتلكات الفردية والجماعية وتحرم الأفراد من حق العيش وحق الحياة، وقد عانت منه الجزائر مدة عشرية كاملة ومازالت آثاره السلبية إلى اليوم. وعانت منه تركيا وأمريكا خلال اعتداء ١١ سبتمبر وعانت منه العراق وسوريا واليمن ودول كثيرة، خاصة بإفريقيا، ولذلك فالتخلص من الظاهرة يتطلب مجهودات أممية وإقليمية وتجنيد الجميع بالقضاء على مسبباته ومموليه. فمجلس الأمن والجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية كلها تدين الأعمال الإرهابية أينما كانت ومن أية جهة صدرت.
فهل يتحقق الأمن والسلام في العالم وتحافظ البشرية على آدميتها.. أم أن المصلحة والأنانية تجعل البعض يخرج عن آدميته، مطبقا شعار: «أنا ومصلحتي وبعدي الطوفان»، حتى وإن كان ذلك على حساب إرهاب الآخرين، لأن العلاقات بين الدول تقوم على المصلحة لا على الأخلاقيات، لاسيما بالمجتمعات الغربية التي لا تؤمن إلا بالمادة.