طباعة هذه الصفحة

مؤشرات نجاح قمة الجزائر- إفريقيا الاقتصادية

حكيم بوغرارة
06 نوفمبر 2016

بدأت بوادر نجاح قمة «الجزائر - إفريقيا» المزمع انعقادها في ديسمبر المقبل تلوح في الأفق في ظل استعداد العديد من الدول الإفريقية تعزيز التعاون جنوب/ جنوب لإنجاح مخططات التنمية وتمكين الشعوب من حياة أفضل بعد أن انكشفت خطط الدول الامبريالية التي بقيت تعمل طيلة أكثر من 50 سنة على زعزعة القارة من خلال إثارة النعرات والفتن للسيطرة على ثرواتها.
إن اتفاق الجزائر ومالي حول تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مكسب هام، وما يزيد قيمته تزامنه بعد عام من توقيع اتفاق السلام في مالي وبالتالي تجسيد الجزائر لوعودها من خلال تشجيع التعايش بين الأخوة في مالي وتمكينهم من علاقات اقتصادية تساعد على التنمية والقضاء على الفقر، والإقصاء والتهميش ومنه تحصين الشعب المالي وإبعاده عن شبح إغراءات الجماعات الإرهابية التي تبين أنها تنفذ أجندات أجنبية بامتياز وخاصة الشركات المتعددة الجنسيات التي تسعى بكل الطرق والوسائل لإبقاء الفوضى في إفريقيا وخاصة التبعية الاقتصادية مقابل بعض الامتيازات البسيطة جدا.
ويضاف اتفاق باماكو والجزائر إلى مبادرات أخرى غير بعيدة حيث وبعد زيارة وفد من رجال الأعمال الجزائريين إلى البنين، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية وتجارية وقبلها الزيارات المكوكية للكثير من الرؤساء الأفارقة للجزائر وهي التي تعتبر قاعدة صلبة وأساسية لإنجاح قمة الجزائر إفريقيا التي ستكون اقتصادية بامتياز وفرصة أمام الأفارقة للالتزام أمام شعوبهم لتطوير العلاقات بين الدول التي تحب الخير لإفريقيا بعيدا عن المعاملة المزدوجة.
إن إفريقيا التي تنام على احتياطات من مختلف الثروات تستحق أن تكون أحسن، وشعوبها التي عانت من ويلات الاستعمار والقهر من حقها أن تستفيد من مشاريع التنمية والاستفادة من الخيرات، وتحقيق الديمقراطية المنشودة لوقف عمليات الهجرة غير الشرعية والحروب الأهلية التي أنهكت القارة السمراء.
قطعت إفريقيا الأشواط المهمة سياسيا من خلال تحويل منظمة الوحدة الإفريقية إلى الإتحاد الإفريقي، حيث تم الرقي كثيرا بالعمل السياسي والتضييق على مدبري الانقلابات والحروب الأهلية من خلال عزلهم سياسيا وقطع طريق الإمدادات عليهم.
تعمل الجزائر على تطوير العلاقات جنوب سواء على مستوى مجموعة ال 77 التي تعتبر معظم دول القارة الإفريقية طرفا فيها ناهيك عن التكتلات الإقليمية التي يمكن أن تشكل قيم مضافة في سياق إنجاح مناخ الأعمال في إفريقيا بعد أن كشفت العديد من الدول عن النجاح في عمليات التصنيع والاكتفاء الزراعي وهو ما قد يجعل القارة تتكامل اقتصاديا.