طباعة هذه الصفحة

زمان...يا زمان

جمال كدو وفاء كبير لاتحاد العاصمة

بقلم : حامد حمور
10 نوفمبر 2017

يبقى المرحوم جمال كدو من ضمن اللاعبين الموهوبين الذين طبعوا مسيرتهم بأحرف من ذهب حيث عرف بطريقته الفريدة في اللعب كقلب دفاع في فريقه اتحاد العاصمة، الذي حمل ألوانه طيلة الفترة التي قضاها كلاعب في الميادين.
وكدو من مواليد 30 جانفي 1952، حيث أن كل عشاق اللونين «الأحمر و الأسود» يتذكرون خرجات هذا المدافع الأنيق الذي كان يقدم أداء مميّزا في مقابلات أبناء سوسطارة .. وأنصار الفريق يرتاحون لوجوده، لا سيما وأنه أعطى طابعا خاصا للخط الخلفي للاتحاد الذي كان يشغله مع رضا عبدوش بمهاراته في إخراج الكرة وقذفاته القوية في تنفيذ المخالفات.
والشئ الذي كان مميّزا في مسيرة هذا اللاعب الكبير هو الوفاء لفريق الاتحاد الذي لعب بألوانه طيلة مشواره الرياضي، حيث انطلق في صنف الأواسط قبل أن ينتقل إلى الأكابر عام 1971 ليدشن مشوارا طويلا معه الذي استمر إلى غاية 1983.
 وقد حافظ جمال كدو على نسق فريد من نوعه في مشواره في الاتحاد .. هذا الفريق الذي عرف بتضييعه لكأس الجزائر في النهائيات التي أجراها خاصة في سبعينيات القرن الماضي، حيث لعب كدو نهائي عام 1972 كأساسي رفقة كل من برانسي، لعلة، عليق، بروجي حيث خسر الفريق أمام حمراء عنابة بنتيجة 2 – 0 .. واستمرت الخيبة في نهائيات كأس الجزائر بالنسبة لهذا الفريق الذي كان يلعب كرة جميلة ويسير بخطى ثابتة إلى غاية النهائي حيث ضيع كدو والاتحاد نهائيات 1973، 1978 و1980..  وكم كانت الفرحة عارمة في شوارع سوسطارة، باب الوادي وغيرها في عام 1981 عندما توّج الاتحاد بأول كأس الجزائر في تاريخه عندما فاز في النهائي على جمعية وهران بملعب 24 فيفري ببلعباس بفريق كان يضم الى جانب كدو، كل من طالبي، قديورة، بتروني، سومعطية ...الذين دشنوا مسيرة تتواصل بعد ذلك بنجاح كبير. وبفضل امكانياته الكبيرة في الدفاع طرق كدو أبواب المنتخب الوطني بقوة، رغم المنافسة الشديدة أنذاك بوجود لاعبين مميّزين في هذا المركز، حيث كان استدعاءه الأول في صفوف
«الخضر» عام 1973 ليصعد بشكل جدي الذي أوصله الى مستوى معتبر وساهم بشكل كبير في الانجاز التاريخي الذي حقّقه المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب رشيد مخلوفي عندما نال الميدالية الذهبية في ألعاب البحر المتوسط 1975 بعد فوزه في النهائي على نظيره الفرنسي بـ 3 ـ 2 .
ولعب كدو 25 مرة مع المنتخب الوطني الى غاية 1978 ،، وبقي يواصل مشواره بناديه اتحاد العاصمة الذي سار معه إلى غاية 1983 ليضع حدا لمشواره كلاعب و يتحول الى عالم التدريب عند فريقه المفضل من عام 1986 الى غاية 1989، حيث عرف بصرامته الكبيرة في العمل وذكائه في استغلال امكانيات اللاعبين الأمر الذي جعله يوفق في حصول الاتحاد على لقب كأس الجزائر عام 1988 في النهائي أمام شباب بلوزداد.
وبقي يتابع «فريق القلب» بشكل مستمر حتى بعد مغادرته له حيث التقيته في بعض المناسبات التي لعب فيها الاتحاد، لا سيما في نهائي كأس الجزائر، أين قدم لي تحليل منطقي على طريقة لعب «أبناء سوسطارة».
ثم واصل كدو مساره كمدرب في عدة فرق على غرار شباب الأبيار، وداد عين البنيان، وداد الرويبة، شبيبة الشراقة، نجم بن عكنون .. أين ساهم بعمل كبير في بروز العديد من اللاعبين. وتوفي جمال كدو يوم 16 نوفمبر عام 2011 و عمره 59 سنة.