طباعة هذه الصفحة

وداعــا 2017

نور الدين لعراجـــي
30 ديسمبر 2017

ساعات قلائل نودع فيها ال ٣٦٥ يوما رافقتنا لحظاتها بكل ما حملته الأقدار لنا، سواء أكانت سلبية أم إيجابية،  بشرها أم بخيرها.
نودع سنة من الفرح والحزن والكثير من الخيبات، عشنا مواقيتها بالثانية والدقيقة، انغمسنا في خارطة الأيام تلك، نحاول رسم نجاحاتنا ونعيد لواجهتنا وجهها المفقود.
لحظات مهربة من دفتر الحياة، ستطوى إلى الأبد، نودعها دون النظر في عقارب الساعة، التي تستمر في تعقب نهايتها الأزلية.
ولعل الحزن كان الأقرب إلى قلوب الملايين، بتوديع سنة ٢٠١٧، فإن الخيبة أيضا لها وقعها ونحن نسمع صراخ الطفلة «عهد التميمي» وهي خلف قضبان الاحتلال تدافع عن كرامة القدس، وقدسية الأقصى، دون أن يتحرك العالم لنصرتها، وتتوالى النكسات الواحدة تلوى الأخرى عربيا وإسلاميا، ومدن التاريخ والحضارات القديمة    تنتهك وتنعي حظها الموبوء من سبأ إلى الشام مرورا ببغداد، التي تحتفل اليوم بطي صفحة داعش الإرهابي.
سيتذكر الوطن أيضا أن البراءة مازالت تدفع ثمن الجبناء والأغبياء والسذج وقطاع الطرق، لتكون المآساة بحجم الأسى الدفين، وهاهو «رمزي» يختتم مسلسل اختطاف الأطفال، تاركا خلفه محفظة ودفاتر مسجل عليها شهادة وفاة دون سابق وعد. وتبقى القائمة اختطاف الأطفال مفتوحة إلى أجل مسمى، مالم تتحرك الأنفس لدحر هذه الآفة الغريبة.
ولعل الحوت الأزرق أكثر قذارة من حوت بشري يلتهم البراءة دون رحمة ولا ذمة.
نودع ٢٠٠٧ آملين أن يعم الخير هذه الأرض المعطاءة وأن ينعم الناس بالسلام والآمن والوئام.
فبقدر.. كثرة المشاق، هناك دوما بصيص آمل ينتظرنا خلف الآفاق.
نودع هذه السنة بكل ما حملته لنا من مسرات، نحتفظ بها آملين في بزوغ فجر جديد، يكون للوطن فيه الفلاح ونكون له الشمعدان.