طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

2018 بعيدا عن ثقافة «البايلك»

نور الدين لعراجي
01 جانفي 2018

نودع السنة الثقافية 2017 ولازلنا نعيش على شرفات الاحلام التي رسمناها في بدايات عدها التصاعدي ، علقنا الكثير من الامنيات، ووضعنا خارطة طريق، طويلة المدى، هدفها تحقيق البعض من البرامج التي تم رصدها، والمصادقة عليها، فهناك مشاريعا خصصت لها اغلفة مالية معتبرة ، وعندما قطعت  ضفة المتوسط كممثلة لهذا الزخم الثقافي، تنكرت لجميل الوطن، وكأنها صنعت نفسها بنفسها ، وصارت كلمة شكر في حق هذا الوطن من المستحيلات الكبرى، والبعض الاخر، انطلق من الصفر سينمائيا ،وحاول النقاد والخبراء منحه بعض الملامح التي تليق به كسفير الافلام الجزائرية في الخارج، حيث تم السماح له  بعرض افلامه  في كبريات المهرجانات، وهو ما تم بالفعل ، لكن في الاخير وبعد حصوله على جوائز بالعملة الصعبة، وضعها في  جيبه،  دون العودة الى الجهة التي منحته المبلغ المالي، وقد كان الاجدر به ان يسلم الخزينة العمومية القسط القليل منه ، لكن هيهات هيهات لان «ثقافة البايلك»، لا تزال تصنع التميز في مشهدنا الثقافي، دون محاسبة ولا رقيب.
صحيح ان دور الوصاية هو الرعاية والإشراف والتمويل والمساهمة في صناعة المشاريع الثقافية، وتذليل العقبات امام هؤلاء الاجانب عن الثقافة من سينما ومسرح وكتاب وفن تشكيلي وغيرها  من الفنون الاخرى، كل مشروع حسب تخصصه، لكن ايضا لها دور الرقيب والمتابع ، فيما صرفت هذه الاموال ، ومرافقتها من نقطة البداية الى غاية فاصلة الكلام.
فلا يعقل  في الوقت الذي نتحدث فيه عن استثمار ثقافي ودعوة اصحاب الاموال للولوج  الى عالم الثقافة والاستثمار فيه ، بالمقابل نوزع الاموال يمنة ويسرى ، دون العودة  الى طرح الاسئلة الاكثر الحاحا ، فيما صرفت هذه الاموال ؟ وماهي نتائج عملية التمويل؟ هل من إضافة نثمنها ونعمل على اتباع مسارها ؟ ام نضع نقطة  ثم نعود الى السطر ، لمعرفة سبل النجاح ومواطن الفشل .
ان مهمتنا كإعلام ثقافي تقديم الرؤية النقدية السليمة من زوايا متعددة ، بحثا عن التميز والجدية في العمل، بعيدا عن البريكولاج الثقافي الذي تهدر فيه الاموال دون اية اضافة مهما كانت قيمتها الفنية والثقافية
 وظيفتنا ايضا تقديم الواجهة  النقدية لاي عمل يقدم وتصرف فيه الاموال مهما كانت قيمتها ، فان دافع المهنة يتوجب علينا التعامل بروح النقد بعيدا عن المحاباة والمعاداة، وتقيس الاضافة مهما كان موطنها وموضعها.