قدّم الكثير لناديه الوحيد رائد القبة والفريق الوطني، ولقب بـ «الفنان»، و «الساحر» .. انه اللاعب السابق بوعلام عميروش الذي يبقى في أذهان كل الذين تابعوا المقابلات التي شارك فيها هذا اللاعب البارع في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي .. ويقول البعض منهم أنهم كانوا يتنقلون الى الملعب « للاستمتاع « بفنيات عميروش الذي كان بمثابة أهم قطعة في تشكيلة القبة وفي المقابل «كابوس « حقيقي لعدد من حراس المرمى في ذلك الوقت أمثال عبروق، أوشان، حنشي ... بالنظر لذكائه الكبير وقذفاته القوية نحو المرمى . بوعلام عميروش من مواليد 1 أكتوبر 1942 لعب كل مشواره الكروي بنادي رائد القبة، كما حدث للكثير من اللاعبين في تلك الفترة، حيث قليلا ما يغيّرون الوجهة .. حيث أبدع في هذا النادي وأصبح جزءا منه وكتب لوحات مميّزة مع الرائد الذي يعتبر مدرسة حقيقية في فضاء الكرة الجزائرية لسنوات طويلة كونه «صنع « أسماء رنانة ساهمت في النتائج الكبيرة للفريق الوطني على غرار صفصافي، قاسي سعيد، عصاد، شعيب، أيت شقو ...
شكل بوعلام عميروش قاطرة رائد القبة، هذا الفريق الذي يلعب كرة جميلة وأنهى موسم 1974 – 1975 وصيفا للبطل بفضل الأهداف الثمينة التي سجلها « الساحر « الذي وقع 18 هدفا وتقاسم الصف الأول لأحسن هدافي البطولة مع مهاجم مولودية وهران بلكدروسي.
بفضل المردود الكبير للاعب عميروش تم استدعاءه الى الفريق الوطني في عام 1966 حيث لعب أول مباراة دولية مع «الخضر « في 6 مارس من نفس السنة، أمام المنتخب المغربي .. و لعب 16 مباراة دولية الى غاية 1971 .. أين كانت آخر مباراة له مع الفريق الوطني يوم 11 أفريل لهذه السنة أمام مالي 2 – 2 . بفضل مهاراته وحسه التهديفي، فإن عميروش وقّع 7 أهداف مع المنتخب الوطني، منها هدف واحد في مشاركته في كأس إفريقيا للأمم 1968 بإثيوبيا وكان ذلك أمام المنتخب الإثيوبي.
بطريقته الفريدة من نوعها في حمل الكرة و المراوغة و تسجيل الأهداف، واصل عميروش أداءه المميّز الى غاية اعتزال اللعب في عام 1978 بعد أن لعب أكثر من 400 مباراة مع رائد القبة .
بعدها تحوّل الى تكوين اللاعبين بتجارب عديدة، أتذكر أنه كان «مربي» حقيقي بالنسبة للعديد من اللاعبين، إنني تحدثت معه طويلا ذات مرة بملعب بولوغين عندما كان يشرف على الفئات الصغرى لفريق مولودية الجزائر، حيث أنه الى جانب الفنيات والمهارات الكبيرة، فإن عميروش معروف بتواضعه الكبير وتفانيه في العمل.