طباعة هذه الصفحة

بدائل الغد

القسم المحلي
28 مارس 2018

تسير منظومة الطاقات المتجددة في الجزائر في الإتجاه الصحيح وفق نظرة إستراتيجية وإستشرافية ترمي إلى إستغلال كل المكونات الطبيعية لصالح التنمية الوطنية، والخدماتية، لتحل محل نظيرتها التقليدية التي بلغت نقطة التشبع.
وحاليا فإن الشغل الشاغل للسلطات العمومية هو مرافقة هذا المسعى الحيوي مهما كان الأمر إنطلاقا من المرجعية المرحلية والتدرج ليكون هذا المسار واضحا وقائما على برنامج دقيق برأي كل المستجدات في هذا الشأن.
وما تطرحه الجزائر اليوم يعد عملا طموحا ومترجما لإرادة مواصلة الجهد في هذا الخيار البعيد المدى، والفعال في آن واحد، لخدمة التنمية بمفهومها الواسع حقا وتحقيق الرفاه الإجتماعي.
هذا التوجه المفعم بالقناعات العميقة للتحكم في هذا القطاع أقر سقفا ٢٢ ألف ميغاواط إلى غاية ٢٠٣٠ و٤٥٠٠ ميغاواط في ٢٠٢٠، بفضل إقتطاع ١٪ من الجباية البترولية، لصالح الصندوق الوطني للطاقات المتجددة، وإلى غاية اليوم تم إنتاج ٥٠٠ ميغاواط في ٢٠١٧ صادرة عن ٢٣ محطة ضوئية فولطية.
وإستنادا إلى المنطق التسلسلي للأرقام فإن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد بل أن الجهات المسؤولة قررت أن يكون الإنتاج على ٦ محاور الطاقة الضوئية الشـمسية ١٣٫٥٧٥ ميغاواط، الرياح ٥٠١٠ ميغاواط، الطاقة الحرارية ٢٠٠٠ ميغاواط، التوليد المشترك للطاقة ٤٠٠ ميغاواط، الطاقة الحرارية الأرضية ١٥ ميغاواط، والكتلة الحيوية ١٠٠٠ ميغاواط.
وما ينجز اليوم في الجنوب يعد مجهودا جبارا، بعيدا عن الأضواء، وتجربة رائدة من أجل إسترجاع كل هذه الطاقة الطبيعية من شمس ورياح وغيرها من هذه الأصناف المدرجة في إطار البحث عن البدائل وهي موجودة تكمل بعضها البعض سواء من قبل سونلغاز أو سوناطراك لإقتحام هذا العالم النقي من الطاقات تكون في خدمة الإنسان بتلبية كل إحتياجاته الملحة.
وبخطى ثابتة مليئة بالآمال وموصولة بالإرادة يتبلور هذا النشاط الطاقوي المتجدد رويدا رويدا ستكسب هذه المعركة آجلا أم عاجلا كونها تحتاج المزيد من الوقت للتحكم في تفاصيلها رغم أنها غير مكلفة إذا ما قارناها بنظيرتها الأخرى والرقم المقدم سالفا أي إنتاج ٥٠٠ ميغاواط في ١٢ شهرا يجب أن يقرأ بعمق لمعرفة دلالة ورسالته أي أن الجزائر قادرة على الذهاب بعيدا في هذا المكسب.
في هذا الملف المتعلق بأخبار الجنوب سنسلط الضوء على الإنجازات المحققة في هذا الشأن من خلال مراسلينا الذين إستاقوا عينات من الواقع للإطلاع على الأقل ما تم القيام به في البعض من الولايات المعنية لإعطاء صورة حية عما يجري هناك بتثمين العمل المؤدي كذلك والذي يتطلب الكثير من الجهد، والمتابعة، وهذا بالتوازي مع إنشغال السلطات العمومية، التي تصر على السعي قدر المستطاع لإستغلال الطاقات المتجددة في الجنوب وجعلها في متناول المواطن.. ودمجها في حركية التنمية المحلية وهذا ما يجري العمل به حاليا لإزالة نهائيا المطالب المتكررة عن الكهرباء التقليدية المرفوعة في كل مرة.