طباعة هذه الصفحة

عرض يُضحك وواقع يُبكي

بقلم: حبيبة غريب
22 أفريل 2018

ألوان زاهية وشعر مستعار وأنف أحمر وابتسامة مرسومة بالمساحيق وهندام عريض، هي التفاصيل التي يتميز بها المهرج أوالبهلوان أوما يسمى بالعامية «الكلون» عندنا اليوم في الجزائر. الظاهرة التي أصبحت موضة يمتهنها الكثير من الشباب والشابات والتي تلقى رواجا كبيرا في الوسط المدرسي والاجتماعي، يراد منها فسحة للضحك والفرجة، لكن قليلا ما يفكر في محتوى الرسالة التي تحملها هذه الشخصيات «الفكاهية « ولا في إسقاطاتها الاجتماعية والفلسفية وانعكاساتها على شخصية الطفل المتلقي.
هل الحاجة إلى الفرجة والضحك واستقطاب اهتمام الأطفال للشعور بنجاح العروض الموجهة لهم، سبب قوي يلهي القائمين على مشاريع تثقيف وترفيه الناشئة عن النظر عن كثب إلى قيمة ومحتوى العروض التي يقدمها البهلوان والمهرّج وبالخصوص نوعية النص والحوار؟  وهل غياب الاهتمام بمسرح حقيقي للطفل ولّد فراغا كان لا بد من ملئه، حتى ولوبشخصيات تهريجية، تفتقد للمهنية والإلمام بما يستلزم تقنيات الممارسة المسرحية الصحيحة وبالأخص بكل ما يهّم مسرح الطفل وكيفية التعامل معه.
فكون الطفل متلقيا صعب الارضاء، فهو في حاجة لعروض تُنمي عقله وتعزّز تكوينه على المبادئ السليمة والقيم الأخلاقية الصحيحة بنفس القدر لحاجته لفسحة من المرح والترفيه والضحك، وهي مهمة إن توّلاها المهرّج والبهلوان فعليه قطعا أن لا يعتمد فقط على بهرج الألوان والحركات والنص الارتجالي، بل هو في حاجة إلى الإلمام بعالم الطفل وانشغالاته وتطلعاته، وكذا محيطه الاجتماعي لتكون الرسالة هادفة تجمع بين الفرجة وتلبية الحاجة، وأن يبتعد قدر الإمكان عن التهريج، بغية إضحاك الجمهور، وحتى لا تنطبق عليه المقولة الشعبية: «يضحكه ويضحك عليه».