طباعة هذه الصفحة

رسالة الجزائر

02 ماي 2018

الإنشغال القائم لدى السلطات العمومية كان دائما، هو البحث عن الصيغ العملية الكفيلة بأن لا يبقى الجنوب معزولا عن الشمال، في المجال الإعلامي وهذا بالعمل قدر المستطاع على تزويد الولايات الواقعة في النقاط المتقدمة كورقلة وبشار بالمطابع المتطوّرة.
وهذا الخيار يعتبر إستراتيجيا من زاوية القضاء على مشكلة التوزيع الخاصة بالصحف التي كانت  تعاني منها هذه المناطق لسنوات طويلة، نظرا لشساعتها والتباعد بين جهة وأخرى يستحيل أن تصلها في نفس الوقت لأنها مكلفة جدّا، زيادة على تذبذب الرحلات الجوية وعدم ثباتها على توقيت معين، والكثير من المواطنين كانوا يشتكون من وصول العناوين متأخرة بيوم أو يومين وأحيانا لا تأتي بتاتا كونها مرتبطة بوسيلة النقل الجوي.
وأمام هذه الوضعية المؤثرة كان لزاما الذهاب إلى الحلّ الواقعي، الذي لا يخرج عن نطاق إقامة مطابع بالجنوب ليكتمل النسق مع الشمال، الشرق، والغرب، واليوم تمّ القضاء على كل المعاناة السابقة، وأصبحت اليوميات توزع عاديا على جميع الولايات وفق خطّة معدّة مسبقا يكون محور الإنطلاقة من ورقلة وبشار، وما جاورهما.
وهذه النظرة بعيدة المدى لم تكن وليدة اليوم، أو أملتها ظروف معينة، بل هي نتاج ذلك الوعي العالي لمدى إدراك أبعاد الرسالة الإعلامية للدولة الجزائرية في جعل المواطن قريبا جدّا من حركية التنمية الوطنية من خلال التواصل معه عبر وسائط الاتصال الحديثة، والإعلام المكتوب هو جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة الشاملة المراد منها تغطية كامل التراب الوطني.
وفق تسلسل منطقي، يضاف إليها التلفزيون والإذاعة، هذا كله من أجل ضمان بثّ متطوّر جدا يخضع لآخر التكنولوجيات الحديثة، لتكون الجزائر حاضرة صورة وصوتا، وكذلك كتابة، وذلك لمواجهة المحاولات الرامية لغزو فضائنا والدخول في مجالنا عن طريق تقوية الأمواج الآتية من هنا وهناك هدفها التشويش على قنواتنا المرئية والمسموعة وهذا الأمر تمّ تسويته بنسب كبيرة جدا لم يبق منه إلا القليل تكون مسألة وقت فقط.
وهذا الحسّ الإستراتيجي المبني على رؤية متناغمة في الأداء إنما تترجم حرص السلطات العمومية على أن يكون المواطن الجزائري محور السياسات التنموية، ولابد من أن يضع الحدث بانخراطه وانضمامه إلى هذا المشروع الطويل المدى الناقل لرسالة الجزائر.
القسم المحلي