طباعة هذه الصفحة

رزانة تغزل الصوف

س / ناصر
21 أكتوير 2013

حكمة قديمة طبقها أجدادنا في حياتهم عبر التاريخ وهي أنه “بالرزانة تغزل الصوف” في إشارة إلى اللين في تعاملاتهم اليومية وعلاقتاهم مع جيرانهم، إما على مستوى الأفراد أو القرى بل وحتى على مستوى الدول اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا واستعمالهم الحلم (بكسر الحاء) وشعرة معاوية للحيلولة دون وقوع صراعات ونزاعات.
وقد أثبت التاريخ أنه لا بديل للحوار في حل الخلافات والنزاعات الداخلية والخارجية بالطرف السلمية والدبلوماسية، لأن العنف ولغة السلاح لم تأت بنتائج في كل الدول التي عرفت خلافات داخلية أو صراعات مع دول أخرى.
ولم تأت “الثورات” العربية لشعوبها إلا بالمآسي رغم نهاية رموز أنظمتها بطريقة مأساوية للبعض منها، فالحروب الأهلية مازالت تنخر تلك المجتمعات وهو ما نلاحظه في ليبيا وسوريا ومصر والتي لا تنتهي الأزمات بها إلا بالمصالحة الوطنية والجلوس إلى طاولة المفاوضات والتسامح ونبذ الأحقاد والضغينة وهو الأسلوب الذي لجأت إليه الجزائر وبفضله تجاوزت أزمتها رغم عشرية كاملة من الدم فقدت فيها الجزائر مائتي ألف قتيل وهو الأسلوب الذي تنتهجه تونس اليوم بجلوس المعارضة والإئتلاف الحاكم إلى الحوار والذي نأمل أن يتحقق أيضا في سوريا من خلال جنيف ٢ خلال الثلث الأخير من نوفمبر القادم وبقية الدول العربية التي تعرف خلافات وحراكات داخلية وإن كان ولابد من التغيير فليكن، ولكن للأحسن لا أن تزيد ماسي أخرى للشعوب.