طباعة هذه الصفحة

عين على المونديال

المستحيل ليس سويديا

حامد حمور
04 جويلية 2018

أبهر المنتخب السويدي كل متتبعي المونديال الروسي وحجز مكانا ضمن «الكبار»، الذين سينشطون الدور ربع النهائي، والذي يكون الأول بالنسبة «للفريق الأصفر» منذ مونديال الولايات المتحدة عام 1994 حين تحصل على المركز الثالث، حيث انتظر طيلة 24 سنة لإعادة بناء تشكيلة قوية تعتمد على اللعب الجماعي و»التضامن» بين كل الخطوط لبسط السيطرة على المنافسين.
الكل تساءل عن قرار المدرب بإبعاد «النجم الكبير» ابراهيموفيتش عن الفريق في مونديال يحتاج لخبرة لاعب صال وجال في كل البطولات الأوروبية الكبرى قبل انتقاله الى الدوري الأمريكي، الى جانب مشاركاته العديدة في دورات كأس العالم وكأس اوروبا..لكن هدف الطاقم الفني هو الاعتماد على بناء مجموعة متماسكة أفضل من تركيز مجهود كل المجموعة من أجل عمل لاعب واحد قد لا يكون في لياقته في الوقت المناسب أو «تخطط ضده استراتيجية ناجحة من طرف المنافس»، وبالتالي «تضيع» مجهودات كل الفريق.
وعادت فعلا ذكريات الأسماء الرنانة في كرة القدم السويدية في هذا المونديال، حيث الكل يتذكر ما كان يفعله برولين، لارسون، ايغنسون...في مونديال أمريكا حين قادوا المنتخب الى تحقيق نتائج كبيرة قبل أن يأتي دور الجيل الحالي الذي يعتمد على اللياقة البدنية، التمركز الموفق والفنيات العالية التي لا تترك للمنافسين حلولا كبيرة لتقديم مستوى كبير، وأسماء فورسبرغ، أولسن، كلاسن، سفانسون ....
والمباراة الأخيرة أمام المنتخب السويسري جسّدت هذه الرؤية التي تجعل الفريق السويدي من ضمن التشكيلات المتوازنة التي تلعب المونديال الحالي الى جانب البرازيل، حيث يرشح معظم المحللين زملاء المهاجم بيرغ لخطف
«الأضواء»، و تسجيل مفاجأة مدوية خاصة وأنهم سيواجهون انجلترا في الدور ربع النهائي في قمة بين منتخبين يلعبان «نفس الكرة»، ويعرفان بعضهما أتم المعرفة.
اللاعب فورسبرغ الذي ساهم بشكل كبير في تأهل الفريق السويدي الى الدور ربع النهائي بفضل الهدف الوحيد الذي سجله أمام سويسرا، لاحظناه يعود في كل مرة لـ «مساعدة» لاعبي الدفاع، حتى أنه أخرج كرة كانت تتوجه نحو مرمى فريقه، الأمر الذي «يخبرنا» عن هذه «الكرة الكاملة» التي يبحث عنها مدرب يان اندرسون...