طباعة هذه الصفحة

«الناتو».. قمة على وقع تغريدات عابرة للأطلسي؟!

أمين بلعمري
11 جويلية 2018

انطلقت أمس قمة حلف شمال الأطلسي على وقع حرب تغريدات عبر الأطلسي مرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي  ذكّر فيها الأوربيين بضرورة دفع المزيد  من الأموال لدعم ميزانية الحلف ومطالبتهم بدفع مؤخرات اشتراكاتهم  بأثر رجعي قبل أن يذهب إلى أبعد من ذلك ويصف في تغريدة أخرى على تويتر  اجتماعه المرتقب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين  بهلسنكي بالأسهل من لقائه مع حلفائه في الحلف الأطلسي ببروكسل ؟ من الناحية الأخرى من الأطلسي رئيس المجلس الأوربي يطلق تغريدة يرد فيها على الرئيس الأمريكي مذكرا إياه بأن  واشنطن ليس لديها الكثير من الحلفاء عبر العالم و أنها لن تجد أفضل من الأوربيين منتقدا في الوقت نفسه التصريحات  المتكررة لترامب في حق نظرائه الأوربيين داعيا إياه إلى تقديرهم حق قدرهم؟.
يبدو أن الأجواء المكهربة  التي سبقت انعقاد قمة الناتو لم تختلف كثيرا عن تلك التي خيمت على انعقاد قمة 07  عشية انعقادها بكندا شهر جوان الماضي مما يؤكد أن قمة الحلف التي انطلقت أمس وتستمر اليوم لن  تختلف مخرجاتها كثيرا عن مخرجات «جي 7» وستكون بصمة ترامب حاضرة كما كانت في  قمة السبعة التي ابانت عن حجم التصدع الذي أصاب المعسكر الليبيرالي بقيادة واشنطن  والمستوى الذي وصل إليه الخلاف بين حلفائه، حيث انه ومنذ  نهاية الحرب العالمية الثانية وباستثناء بعض الخلافات بين أعضاء الحلف الأطلسي كانسحاب فرنسا العام 1968 لم يعرف هذا الأخير خلافات بالشكل التي هي عليه اليوم وهو مشهد لخصّه ترامب جيدا عندما قال إن لقاء بوتين أهون عليه من لقاء حلفائه ببروكسل ؟ !
ترامب رجل أعمال يتقن لغة الحسابات جيدا وما  الرسوم الجمركية  التي فرضها على حلفائه بخصوص واردات واشنطن من الحديد والألمنيوم قبيل انعقاد قمة السبعة والتي لم يفرق فيها بين بين حليف و غريم أين وجد حلفاؤه أنفسهم في السلة نفسها مع الصين تحقيقا لشعار حملته الانتخابية «أمريكا أولا» التي أشعلت حربا تجارية عالمية قد تحرق أمريكا نفسها.
لقد أصبح من الواضح بل من المؤكد أن ترامب  في جولات بحث عن صيغ سريعة «فاست فود» وهذه لا توفرها إلا الاتفاقيات الثنائية و  عقود التراضي البسيط التي لا تحتاج إلى وقت طويل ومفاوضات شاقة وما يترتب عن من إهدار للفرص و الأموال على عكس الاتفاقيات متعددة الأطراف - وفق فلسفة ترامب - وهو يدرك جيدا أن لا حلف الناتو ولا مجموعة السبعة ولا غيرهما يساويان  شيئا في غياب  واشنطن وبهذا  يقول لحلفائه إن هم من عليهم دفع ثمن بقاء واشنطن و ليس العكس ؟ وهذه الرسالة فهمها الأوربيون وتغريدة توسك على تويتر التي طالب فيها ترامب بتقدير حلفائه الأوربيين وحذّره  أنه في حال فقدانهم لن يبقى أمامه إلا الأعداء والخصوم هو الرد الأوربي على هذا الابتزاز ؟