طباعة هذه الصفحة

«الشعب» تستطلع أسواق الماشية بسوق أهراس وقالمة

أسعار الأضاحي تلتهب والمواطن يرى في النعاج بديلا

سوق أهراس/ قالمة : سمير العيفة

عزوف عن الأبقار بسبب مخاوف من الحمى القلاعية

تعيش أغلب أسواق الماشية بسوق اهراس وقالمة حالة استنفار قصوى 10 أيام قبل حلول عيد الأضحى المبارك. وسط المدن باتت بدورها أسواقا لعرض كباش العيد والأعلاف وكل ما تعلّق بكبش العيد معروض على الأرصفة للبيع.
الشغل الشاغل للمواطنين، أسعار الأضحية التي تعرف في أغلب الأسواق الشرقية ارتفاعا يتراوح الفارق بين 5 آلاف و10 آلاف دينار جزائري في الأضحية، إذ يرى العديد من التجّار أن هذه المناسبة باتت فرصة الأغنياء فقط، حتى الأسر متوسطة الدخل تعاني العجز في اقتناء أضحية، تجاوز سعر المتوسطة منها التي تكفي لأسرة متوسطة العدد ٤ أفراد 40 ألف د.ج.

الاتهامات المتبادلة بين المربي والتاجر

نزلنا إلى السوق الأسبوعية بسوق أهراس، وهو فضاء يعتبر نقطة الوصل بين أغلب أسواق الجهة الشرقية من الوطن، حيث يلتقي تجار الماشية. هذا السوق الأسبوعي كل يوم ثلاثاء  يفرض فيه التجار منطقهم وقانونهم لا المريبين ،لان اغلب من يستقدم الماشية باتجاه هذا السوق هم المشترين من الدرجة الثانية، حقيقة الأسعار متفاوتة،الأمر الذي يغلب على هذا السوق وكان الجميع متفق عليه أن الحد الأدنى لخروف العيد هذا العام انه أزيد من 40 ألف دينار جزائري، وكأنه سعر قاعدي اتفق عليه الجميع، والأمر الثاني سقف الأسعار مفتوح.
 تقربنا من العديد من المربين والذين أجمعوا أن رغم غلق الحدود الشرقية أمام التهريب، إلا أن  الغلاء يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار الأعلاف على مستوى الأسواق الداخلية كذلك ضعف سياسة الدعم للمربين للمواشي، وعدم استفادة أغلب المربين من الدعم الموجه إليهم بسبب العديد من التعقيدات البيروقراطية، ناهيك عن الدور الكبير الذي يلعبه التجار والسماسرة في توجيه واحتكار الأسعار، أين بات ما يربحه السماسرة أضعاف ما يجنيه المربون. على حد ما اكده لنا الكثير من التجار والمربين.

المواطن يخضع لقدرته الشرائية

هذه السنة وفي وقفة استثنائية للمستهلك خاصة بالأسواق الشرقية، اغلب من التقينا بهم توجهوا لشراء النعاج، بسبب أسعارها المعقولة، لأن شراء كبش لعائلة مكونة من أزيد من 05 أفراد يتجاوز الـ 60 الف دد.ج، في حين أن سعر النعجة يبقى معقولا ويكفي للحاجة الأسرية مقارنة بخروف متوسط الحجم وبسعر كبير.
الكباش التي كان يتدافع عنها أبناء سوق اهراس لشرائها يوما ما، اليوم أضحت تتجاوز 70 الف د.ج للكبش الواحد، وهو سعر خيالي، لا يمكن حتى لبعض الأسر من اقتنائه، أيضا سجل انتشار داء الحمى القلاعية لهذا العام استنفارا وعزوفا كبيرا من طرف المواطنين، خاصة تلك الفئة التي اعتادت على نحر الأبقار بصورة تشاركية، هذا العام هناك عزوف كلي عن شراء الأبقار والعجول للأضحية بسبب الخوف من عدوى المرض.
 
.. وأسعار تنافسية بين مربيي الماشية بأسواق قالمة

تجولنا يوم الجمعة بسوق تاملوكة للماشية، وكذا يوم الأحد بسوق وادي الزناتي،وهما أكبر سوقين على مستوى الولاية وملتقى ماشية الشمال والجنوب، أول شيء صادفنا هو الأسعار المختلفة عن تلك التي رأيناه بسوق أهراس، حقيقة الفارق معتبر.
الشيء الثاني الذي لفت انتباهنا، يظهر المربي على مستوى هذه الأسواق بصورة اكبر من التاجر، الأشخاص الذين يمسكون بكباشهم عليهم ملامح البداوة وتربية الماشية على عكس ما صادفناه بأسواق سوق أهراس. كذلك الأنواع المعروضة للبيع مختلفة، تجد حتى الكباش بأسعار تنافسية، الحد الأدنى للخروف الذي يصلح كأضحية للعيد تقريبا فوق سقف 35 ألف دينار جزائري، وهو السقف المعقول نوعا ما مقارنة بتلك التي وجدناها بسوق أهراس أين تجاوز سقف أدنى أضحية 40 ألف دينار.
هذه الأسعار حسب العارفين مرشحة إلى الزيادة قبل 10 أيام من عيد الأضحى المبارك، لأن أغلب العائلات على مستوى المدن مازالت لم تقتني أضحية العيد بعد بسبب الافتقار إلى أماكن وضعها، وأمام هذا التردد قبل يبقى المواطن في حيرة من أمره.